تاريخ النشر: 01/01/2013
الناشر: ميريت للنشر والمعلومات
نبذة الناشر:كان المصري قد مضي إلي مصر, وتخلي قبل رحيله عن الشاميين الذين جلدهم من حمص وحماة ودمشق ونابلس وغزة, وأستبقي من لم يعودوا يحبون دكان السمان, ونول الحرير, والسعي وراء الحمار لبيع ما أنضج البستان, أستبقي أولئك الذين الندوا للمرة الأولي منذ أجيال يفتح المدن, وأصطفاء التركيات الجميلات, والطرق علي ...باب الموت والنجاة في اللحظة الأخيرة.
أغمضت عينيها لتري إن كان بإمكانها أن تري البرق عبر جفونها المغلقة والدفق البرق, فامتلأ رأسها بالبياض, لا.. لم يكن البرق البارق فقط, فقد كانت عيناها مليئتين بالنور الأبيض الدائم, أرتعبت ففتحت عينيها ورأته.. نعم.. رأته ببساطة, كان يقف معلقاً في الهواء وقد نبت له جناحان نشرهما وإن لم يرف بهما, أنزلت كفها بسرعة تستنر, وسمعت قهقهته: أروي.. أروي أمتي تستنرين؟ أروي.. أروي.. أنا صبي أحلامك حتي قبل أن يكون لك أحلام, أفتذكرين؟ وهزت رأسها في إيجاب لم تسأله عن هويته, فقد كانت تعرفها, ولم تسأله عماً جاء به إلي هنا فقد كانت تعرف الجواب قبل أن تسأل.
كان جناحاه مشدودين لا يرفان, وكان المطر ينزلق عليه كما ينزلق عن الزجاج... كانت تعرف أنه سيمضي ويختفي كما تفعل كل شخوص الأحلام, كانت تعرف ذلك بكامل وعيها, ولكنها كانت تأمل أن يكون مختلفاً بعض الشئ هذه المرة, وأخيراً فتحت عينيها علي سعتهما ولدهشتها لم تطرف, ولم يدخل إليهما ماء المطر علي غزارته.
فتحت عينيها وواجهته, كم أنت جميل, قالت في سرها, ولكنه صرخ من موقفه بصوت عال: أعرف, أعرف كم أنا جميل, وأعذرك إن فتنت بي وإن كنت لا أشتهي ذلك.. قالت: ألا تنزل إلي؟ قال: ولم أنزل إليك؟ قالت: للأراك عن قرب.. قال: ولكنك رأيتني وعرفتني ورسمتني أنسيت؟. إقرأ المزيد