تاريخ النشر: 18/11/2012
الناشر: دار أخبار اليوم
نبذة الناشر:لم يعد كافيا أن تبحث عن واسطة لحجز مكان تمشي فيه علي الرصيف قبل أسبوع علي الأقل من نزولك إلي منطقة وسط القاهرة، بل أصبح من الضروري أيضا أن تتغذي جيداً، وأن تتدرب تدريباً شاقاً، وأن تكون في كامل لياقتك البدنية حتي يمكنك صعود الرصيف، وتحمل مشقة الوصول الآمن إلي ...قمته بنجاح! لا أدعي معرفة العبقري الذي اخترع الأرصفة شاهقة الارتفاع في أكثر مناطق القاهرة ازدحاماً بالمشاة، ولكن اختراعه الجهنمي يوكد أنه ينتمي إلي فصيلة نادرة من الكائنات المفترسة التي تتغذي علي تعذيب خلق الله. يحصي عدد الذين أصابهم بالأذي يوميا قبل أن يخلد إلي النوم، فإذا كانوا بالمئات رفع يديه إلي السماء داعياً بارتفاع عددهم إلي الآلاف.. ونام قرير العين! هذا العبقري حشد كل قواه الشريرة في بناء أرصفة تحاكي ناطحات السحاب، تقطع نفس الشباب.. وتقصف عمر المسنين والمرضي، وتصيب ذوي الاعاقة بالعجز النفسي. وكأن العجز البدني لا يكفي! تسلق أي رصيف في وسط القاهرة يحتاج إلي طاقة لا تقل عن 76 حصاناً، فما بالك بسكانها التعساء الذين أنهكهم ثالوث التلوث والأسعار وبلطجية الميكروباص. حتي خارت قواهم وأصبحت بالكاد أقل من ربع حمار! لا أشك في أن ذلك المفتري يمت بصلة قرابة للمعتوه الذي بني الأرصفة في الشوارع بالعرض وحلف بالطلاق انها مطبات صناعية.. وأراهن علي أن هناك رابطة دم بينهما وبين السفاح مخترع آلة التعذيب التي اتفق الناس علي تسميتها بالثانوية العامة. ويقال إن الثلاثة ينحدرون من أصول مغولية موطنها الأصلي آسيا الوسطي، وإن جدهم الأكبر هولاكو زعيم التتار الذي أحرق بغداد بلا رحمة.. وأنهم يمتون بصلة نسب لدراكولا مصاص الدماء.. وأن كلا منهم يزين صالون بيته بصورة مقاس 50*70 لأجداده ريا وسكينة وحسب الله وعبدالعال، مكتوب عليها بالبنط العريض "سائرون علي الدرب"! ربنا يهدكم! إقرأ المزيد