تاريخ النشر: 01/01/2020
الناشر: دار العالم العربي
نبذة الناشر:كلّنا يحكم على الأعمال بأنها خير أو شر، صواب أو خطأ، حق أو باطل. وهذا الحكم متداوَل بين الناس. رفيعهم ووضعهم- في جليل الأعمال وحقيرها، على لسان القاضي في المسائل القانونية، وعلى ألسنة الصناع في صنائعهم، والأطفال في ألعابهم. فما معنى الخير والشر؟ وبأي مقياس أقيس العمل فأحكم عليه بأنه ...خير أو شر؟
وأيضًا نرى الناس يختلفون اختلافًا كبيرًا في الغايات التي يطلبونها، فبعضهم يطلب المال، وفريق يطلب الاستقلال، وفريق يطلب السلطة والجاه، وآخر يطلب الشهرة، وغيرهم يطلب العلم، وغير هؤلاء يزهدون في كل هذه الأشياء ويوجهون آمالهم إلى حياة أخرى بعد الموت ترتقي فيها نفوسهم وفيها ينعمون.
ولكن نظرًا قليلًا يرشدنا إلى الكثير من هذه الغايات لا يمكن أن تكون غايات نهائية، وبعبارة أخرى: لا تصلح أن تكون غاية الغايات؛ لأنك لو سألت من يطلب المال أو الجاه أو العلم لم يطلبه، لعلل ذلك بغاية أخرى وراءها كالسعادة ونحوها. فهل لحياة الناس جميعًا غاية واحدة نهائية هي غاية غاياتهم، وهي التي ينبغي أن يطلبوها، وهي التي تقاس بها الأعمال، فالعمل إذا قرب منها كان خيرًا وإذا بعد عنها كان شرًا؟.. وما هي هذه الغاية النهائية؟
عن كل هذا يبحث علم الأخلاق؛ فهو علم يوضح معنى الخير والشر، ويبين ما ينبغي أن تكون عليه معاملة الناس بعضهم بعضًا، ويشرح الغاية التي ينبغي أن يقصدها الناس في أعمالهم، وينير السبيل لعمل ما ينبغي. إقرأ المزيد