تاريخ النشر: 01/01/2002
الناشر: دار ومطابع المستقبل
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة المؤلف:هذه المرأة حقيقة من لحم ودم، قابلتها سجن القناطر منذ بضعة أعوام. كنت أقوم ببحث عن شخصية بعض الناس المتهمات أو المحكوم عليهن فى قضايا متنوعة.
وقال لي طبيب السجن أن هذه المرأة حكم عليها بالإعدام لأنها قتلت رجلاً، ولكنها ليست كالقاتلات المقيمات هنا فى السجن، فهي شخصية مختلفة تماماً، ولن ...تقابلي واحدة مثلها داخل السجن أو خارجه. أنها ترفض مقابلة أحد، وترفض أن ترد على أحد. وهي لا تأكل إلا نادراً، ولا تنام إلا عند الفجر. تراها السجانة أحياناً جالسة شاردة محدقة فى الفراغ ساعات طويلة. وذات يوم طلبت ورقة وقلماً، وقضت ساعات كثيرة منكفئة فوق الورقة، ولم تعرف السجانة إذا كانت تكتب رسالة إلى أحد، ام أنها لم تكتب شيئا على الاطلاق.
وسالت طبيب السجن:
- وهل هي ستقابلني؟
- وقال:
- ساحاول أن اقنعها بأن تجلس معك بعض الوقت، وربما توافق حين تعلم أنك طبيبة نفسية ولست محققة من النيابة. فهي ترفض الاجابة على أي سؤال، وقد رفضت التوقيع على الالتماس لرئيس الدولة من أجل تخفيف الحكم عليها من الاعدام الى السجن المؤبد.
سألته:
- من كتب لها هذا الالتماس؟
قال:
- أنا كتبته لها، لأني فى الحقيقة لا اشعر أنها قاتلة. لو نظرت فى وجهها وعينيها فلا يمكن أن تتصوري أن هذه المراة الرقيقة يمكن أن تقتل.
وسالته:
- ومن قال أن عملية القتل لا تحتاج إلى رقة؟.
وحملق فى وجهي بدهشة لحظة خاطفة، ثم ضحك ضحكة عصبية قصيرة وقال:
- هل قتلت أحداً؟.
قلت:
- وهل أنا امراة رقيقة؟!.
حرك رأسه إلى الناحية الأخرى، وأشار إلى نافذة صغيرة وقال لي:
- هذه هي نافذة زنزانتها، سأذهب لأقنعها بأن تنزل إليك وعاد إلى طبيب السجن وحده. رفضت فردوس أن تقابلني.
وكان على فى ذلك اليوم أن أقوم بفحص نفسى لبعض المسجونات الأخريات، لكنى ركبت سيارتى الصغيرة وغادرت السجن.
وفي بيتى عجزت عن عمل أي شئ. كان على أن أراجع مسودات كتابي الأخير، لكن ذهني كان عاجزاً عن التركيز فى شئ آخر غير هذه المرأة المسماة "فردوس" والتى سوف ينفذ فيها حكم الإعدام بعد عشرة أيام. إقرأ المزيد