البداية المجهولة لتجديد الدرس النحوي في العصر الحديث
تاريخ النشر: 01/01/2003
الناشر: مكتبة الثقافة الدينية
نبذة المؤلف:كان الرأي المتواتر بين دارسي الثقافة العربية يؤكد أن بداية العصر الحديث فيها تعود إلي بداية القرن التاسع عشر، ويؤسس ذلك علي ملاحظة تأثيرات اتصال العرب بأوروبا واحتكاكهم بالثقافة الأوربية. وفي العقود الثلاثة الأخيرة من القرن العشرين بدأ يبزغ رأي آخر يرد بداية الثقافة العربية الحديثة إلي قترة القرن الثامن ...عشر.
وتتصل هذه الدراسة عن "البداية المجهولة لتجديد الدرس النحوي" كتاب من الكتب التي قدمها واحد من المسيحين الشوام في القرن الثامن عشر، وهو كتاب "بحث المطالب في علم العربية" الذي ألفه المطران جرمانوس فرحات الماروني الحلبي عام 1705، ثم اختصر عام 1707. فهي تتناول إذن، كتابا من القرن الثامن عشر الذي يمثل، في بيئة الشام بصفة خاصة، مرحلة بداية العصر الحديث في الثقافة العربية. وتمثل كتابات جرمانوس فرحات في الشعر واللغة والنحو نماذج لظواهر التجديد في بيئة الشام في القرن الثامن عشر، وهذا ما اتكشف عنه مقارنة تلك الكتابات بكل من الكتابات السابقة عليها واللاحقة بها. وهذه الدراسة التي نقدمها للقارئ ليست إلا واحدة من عدة دراسات نأمل في استكمالها لإعادة قراءة البدايات الحقيقية المجهولة في عدد من مجالات الثقافة العربية الحديثة، ولا سيما مجالات الأدب والنقد واللغة.
ومن حق القارئ أن نصارحه، بداية، بالمفارقة التي تنطوي عليها هذه الدراسة؛ إذ إن مجالها هو مجال الدرس النحوي الذي يعد أكثر مجالات الثقافة العربية الحديثة اتصالا بالتراث العربي الوسيط، علي حين أنها -من حيث منهجها- تسعي إلي بلورة منهجية معاصرة تفيد من إسهامات بعض الاتجاهات النقدية المعاصرة في تحليل النصوص الإبداعية والنقدية.
وقد اعتمدت هذه المنهجية أيضا علي المقارنة بوصفها إجراء منهجيا أساسياً يسهم في الكشف عن جوانب التشابه والاختلاف بين كتاب "بحث المطالب" من ناحية، وكتاب رفاعة الطهطاوي "التحفة المكتبية" الذي عده كثير من الدارسين أولي محاولات تجديد الدرس النحوي في العصر الحديث، وعدد ضخم من كتب التراث النحوي العربي، لا سيما الكتب المختصرة أو الموجزة التي تصنفها الدراسات اللغوية الحديثة في إطار "الكتب التعليمية في النحو العربي" من ناحية ثانية. إقرأ المزيد