أبناء رفاعة ؛ الثقافة والحرية
(0)    
المرتبة: 39,536
تاريخ النشر: 01/01/2020
الناشر: دار الشروق
نبذة الناشر:«ربما يكون أدقّ وصف لهذا الكتاب هو صعود الدولة المدنية وانحسارها، فالجزء الأول منه مكرّس لبيان خُطى التقدم التدريجي لخروج مجتمعنا من ظلام العصور الوسطى إلى أنوار الحداثة والحرية.
حاول الكتاب أن يبين الأدوار التي لعبها المثقفون لإحداث هذه النقلة التاريخية على امتداد قرن ونصف القرن من الزمان تقريبًا، أما الفصول ...الأخيرة من الكتاب فتعرض خُطى التراجع التدريجي والمنظم لمشروع النهضة ذاك، بغية العودة من جديد إلى المنظومة الفكرية للدولة العثمانية التي يتغزل بها الآن الكثيرون على غير علم، رغم أنها قد أشفت بمصر على الهلاك كما يبيّن هذا الكتاب».
من مقدمة المؤلـف للطبعة الثانية
ولد الكاتب الكبير بهاء طاهر عام 1935. وحصل على جائزة مبارك في الآداب عام 2009، و جائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 1998، والجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر العربية) في أولى دوراتها عن روايته «واحة الغروب» (2007). وصدرت له حتى الآن ست روايات، من أهمها: «خالتي صفية والدير» (1991)، و»الحب في المنفى» (1995) وأربع مجموعات قصصية، بالإضافة إلى الدراسات الأدبية والنقدية والترجمات.نبذة المؤلف:تدور فصول هذا الكتاب على اختلافها حول محور واحد هو الثقافة والحرية, أوبتعبير أدق حول ثقافة الحرية, ويرى كاتب هذه السطور أن قيام الدولة المصرية الحديثة قبل أقل من قرنيت من الزمان قد
أنقد هذا الوطن من الهلاك الفعلى والاندثار الذى لحق شعوبا أخرى, قاد مصر خطوة خطوة رغم الهزائم والانكسارات لتصبح فى كل مرحلة أفضل مما كانت علية من قبل. وأنا أفهم أن هذا القدر من التقدم الذى حققناه خلال تلك الفترة الوجيزة لا يرضينا الآن على أى نحو, وأن الفرق بين التوقعات والواقع ما زال شاسعاً, وأنه مازال علينا أن نفعل الكثير.. كل ذلك حق, فأما القول بأننا كنا نعيش عصراً ذهبياً قبل قيام الدولة الحديثة, ثم جاءت هذه الدولة لتدخلنا فى ثقافة "التبعية" و "الاستعمار", فهو قول أبسط ما يقال عنه إنه يجهل كل الجهل ما كنا فيه وما أصبحنا إلية.
ونحن نعلم بطبيعة الحال أن نهضتنا الحديثة قد بدأت با تصالنا بالغرب, وأرغم أن ذلك قد تم بقضل محمد على لا بسبب الحملة الفرنسية كما يذهب البعض, فالحقيقة أن الحملة أخرت النهضة ولم تساعد عليها كما سيرد بالتفصيل في هذا الكتاب، ولكن الثقافة الحديثة برغم تأثرها بالاتصال بالغرب لم تكن اقتباساً مباشراً منه أو نقلاً حرفياً عنه بل تبلورت فى معظم الأحيان من خلال الصراع مع الغرب ومن خلال الرفض للكثير من قيمه ومنطلقاته, إذ كان ذلك الاتصال فى حقيقته فرصة للمراجعة ولمحاولة تأكيد الذات بالعودة إلى الثوابت الثقافية للذات المصرية, ولإحياء القيم النبيلة فى حضارتنا الإسلامية التى طمستها عصور الظلام المملوكية العثمانية, ومن هنا كان صراع الثقافة المصرية الحديثة ضد التغريب وضد التتريك معاً, سعيا لتأكيد ذاتية ثقافية مستقلة. ولا تكفى إرادة الحاكم وحدها, ولو كان مثل عزيمة محمد على, لإحداث تغيير بمثل هذا الحجم فى المجتمع, ولكن الفضل يرجع إلى واحد من إنجازاته فى تحقيق تلك النقلة الهائلة, وأعنى بذلك بطبيعة الحال نشر التعليم العصرى, فإن المدارس هى التى خرجت المثقفين الرافضين لهذا الأسلوبفى الحكم ولهذه الطريقة فى الحياة, ومع نشوء جيل جديد من المتعلمين بدا الصراع لانتزاع الحقوق والحريات, بالتدرج ودونما انقطاع. وفيما يلى من هذا الكتاب قراءة شخصية للخطوط العريضة فى تطور حياتنا الثقافية ولما اكتسبناه فى مسيرة هذا التطور, وقراءة شخصية أيضاً لعوامل الانتكاس والتراجع. إقرأ المزيد