تاريخ النشر: 01/01/2008
الناشر: آفاق للنشر والتوزيع
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة الناشر:القراءة في الأساس, لا تقصد إلي التثبت من وقائع أو أفكار جامدة, بل هي تفاعل بين النص وذاكرة القارئ؛ بين مخيلة الكاتب وفكره وبين ذات القارئ المخترقة بتجارب وأفكار ومشاعر مغايرة, والتي تبحث عن معني وتأويل يستجيبان لأسئلتها الخاصة, من ثم ينفتح النص التخييلي علي معان محتملة أو أفتراضية يكتنزها ...النص الروائي أو تقبع في ظلاله.
تشتمل النصوص التخييلية علي إمكانات واسعة لما يسميه باختين "إعادة التنبير" أي محاورة المبدعين لنصوص وأعمال مميزة بقصد إبراز دلالات مهمة ضمن سياق زمني مختلف, وإعادة الصوغ اللغوي والشكلي والتيماتيكي, وتضطلع إعادة التنبير بربط الوشائج الحوارية بين الإبداعات والنصوص التي تنتمي إلي نفس "السلالة" التخييلية, لإزالة الحدود بين ماض ومستقبل, ومعانقة الأسئلة التي تشغل بال ومشاعر الناس علي إمتداد العصور, والأمثلة كثيرة علي إعادة التنبير في وصفها عنصراً لفتح ذاكرة النصوص الروائية بعضها علي بعض, وتأمين الحوار في ما بينها, ويمكن أن نشير, مثلاً إلي إعادة تنبير رواية "دونكشوت" من لدن روائيين ومسرحيين وموسقيين وسينمائيين, تفاعلوا مع جوانب من هذه الرائعة التخييلية التي دشنت الحداثة الروائية, فاستلهموها في صوغ رؤيتهم وتوظيف فضاءاتها في سياق مختلف... ونفس الشئ بالنسبة لمحكيات "ألف ليلة وليلة", ول "الإخوة كرامازوف" ولروايات كافكا...
هذا الأعتبار الذي يجعل من النص التخييلي ذاكرة مفتوحة علي ذاكرات القراء والمبدعي هو ما يسمح لنا بالقول بأن الروايات (تقصد المتميز منها) تسهم إسهاماً ملحوظاً في نسج ملامح أساسية من "المتخيل الإجتماعي" لثقافة ما, ونقصد بالمتخيل الإجتماعي, هنا تلك "النحن" التي تتشكل وتتغذي من تفاصيل السرود والمحكيات ومن رموزية الشخوص والقيم لتجسد الهوية, الجمعية في صيرورتها وتحولاتها... والأمثلة كثيرة نشير إلي بعضها: "البؤساء" لهيجو و "الأحمر والأسود" لستاندال, و"الكوميديا الإنسانية" لبلزاك, وثلاثية نجيب محفوظ, و"مائة سنة من العزلة" لغابرييل ماركيز... فكل واحدة من تلك الروائع الروائية تنطوي علي ملامح من المتخيل الإجتماعي الحامل لقيم وسلوكات ولغات تميز فترة من هوية ووعي المجتمعات التي ينتمي إليها كتاب تلك الروايات. إقرأ المزيد