تاريخ النشر: 01/01/2006
الناشر: مكتبة مدبولي
نبذة المؤلف:كان اليوم هو الرابع، وكان الشهر هو سبتمبر، وكانت تضع قدمها اليمنى على حافة المنضدة الرخامية، وقدمها اليسرى فوق الأرض. وقفة لا تليق على الإطلاق مع كونها امرأة (لم تكن امرأة بعد في نظر المجتمع) كانت لا تزال فتاة في الثامنة عشرة. ولم تكن ملابس الفتيات في ذلك الوقت تسمح ...لهن بأن يقفن هذه الوقفة. كن يرتدين شيئاً اسمه "الجيب" يلتق حول الفخدين بشدة ويضيق عند الركبتين، فإذا بالساقين ملتصقتان دائما، أثناء الجلوس وأثناء الوقوف، بل وأثناء السير، لم تكن الساقان تنفصلان أبداً في حركة الخطوات المألوفة للادميين، وإنما هي حركة دورية غريبة، تنتقل بها قدما الفتاة فوق الأرض وتظل ساقاها ملتصتين وركبتاها ملتحمتين كأنما تضغط بين فخديها على شيء تخشى سقوطه.
كانت (رغم كونها فتاة) تندهش وتود أن تعرف هذا الشيء الذي يمكن أن يسقط من أي فتاة في اللحظة التي تتباعد فيها ساقاها وباستطلاع طبيعي كانت عيناها دائماً تبحثان، وتراقبان تلك الحركة الدورية التي تسير بها الفتيات.
لم يكن مظهرها يختلف كثيراً عن هؤلاء الفتيات، سوى أنها كانت ترتدي البنطلون، وساقها كانتا طويلتين، عظامهما مستقيمة، وعضلاتهما قوية، تستطيع أن تدب على الأرض وهي تمشي، وتحرك ساقيها بحرية، وتفصل بينهما بثقة.
دائماً كانت تجد نفسها بين البنات، في مدارس البنات، وفي فصول البنات، واسمها في كشوف البنات، بهية شاهين، التاء مربوطة مضافة إلى اسمها، تربطها بقوائم البنات كاللجام الجلدي. ولأن العقل البشري عاجز عن إدراك حقيقة الأشياء، فقد أصبحت معروفة عند الجميع كبهية شاهين، أما حقيقتها فلم تكن معروفة لأحد. إقرأ المزيد