سنوات الغليان "الجزء الأول"
(0)    
المرتبة: 29,373
تاريخ النشر: 01/01/1988
الناشر: مركز الأهرام للترجمة والنشر
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:حسنين هيكل يكتب سنوات الغليان من موقعه كرائي وسامع وكطرف في الحوار. يكتب حول حرب الثلاثين سنة، 1955-1985، هذه الفترة التي شهدت ثلاث ذرى عالية لحركة التاريخ في المنطقة تمثلت في ثلاث معارك رئيسية هي معركة السويس (1956)-ومعركة سيناء (1967)-ومعركة العبور (1973)-كلها معارك في معركة واحدة، والتي مثلت ذرى ...الصراع عند أقصى درجات سخونته وهكذا فقد بدأ هيكل سلسلته عن حرب الثلاثين سنة، كان أولها كتابه "ملفات السويس" عن المعركة الأولى.
والآن على صفحات هذا الكتاب هو أمام المعركة الثانية، وهي معركة سيناء 1967، التي هي من أكثر المعارك الثلاث غموضاً وأشدها تعقيداً. ويجد نفسه مطالباً بدرجة معينة من التفصيل في الرواية والتوثيق لأن هذا وحده قادر على الكشف والجلاء. لذا فقد قسم هذا الكتاب عن معركة 1967 إلى جزئين. أولهما، وهو الذي نقلب صفحاته، والذي من خلاله يمد الجسور إلى ساحة المعركة تحت عنوان "سنوات الغليان" والآخر يصل بها إلى الأيام الستة المشهودة من يونيو/حزيران/1967 ويكون عنوانه "الانفجار".
ويشير هيكل إلى أنه وعلى الرغم من أنه يكتب عن حرب الثلاثين سنة التي انتهت، إلا أنه لا يكتب عن الماضي لأن صراع المصائر الذي تخوضه الأمة العربية والمنطقة العربية ما زال مستمراً، فهو بذا يكتب عن الحاضر الذي ما زال حياً، وما زال أيضاً ممتداً إلى المستقبل، وهنا لا تصبح التفاصيل تَزَيُّداً، إنما تتجول بدورها إلى دراسة تقصد إلى استطلاع الغد وتتحرق شوقاً لإطلالة عليه، وهنا يشير هيكل بأن خط الصراع المستمر هو الخط الذي يركز عليه في كتاباته هذه التي لم تكن نوعاً من المذكرات، مع أنه عاش دخائل الوقائع التي تضمنتها والتي تعرض لها في ثناياها، إلا أنه أخرج نفسه بالكامل من دائرة روايتها، والكتاب إلى ذلك لم يكن محاولة لـ"كتابة التاريخ" إلا انه مثل محاولة هيكل لقراءة في هذا التاريخ وقد حرص على جعل تلك القراءة موثقة إلى حدّ يتجاوز المعروف والمألوف، متجنباً ضمير المتكلم تماماً إلا في ثلاثة مواقف آثر فيها عامداً أن تكون الوثائق هي ضمير المتكلم. وأخيراً يمكن القول بأن استعادة هيكل لهذه الوقائع في كتابه هذا إنما تمثل محاولة لاستعادة الذاكرة، وهذا بالفعل ما قصد إليه، خصوصاً إزاء أجيال الشباب. ومطلبه فيه هو الحرص على المستقبل ذلك أن رجلاً يفقد ذاكرته في منتصف رحلة، لا يمكن أن يكون قادراً على تكملتها. وذلك حال الأمم، فالعصر كله عصر الذاكرة الواعية، عصر المعلومات وحفظها وترتيبها لتكون حيّة في المستقبل، وفاعلة فيه بالإدراك الإرادي. إقرأ المزيد