تاريخ النشر: 01/01/2014
الناشر: دار ورق للنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:إن الرواية هي الفن المنفتح على المجتمع، بشكل خاص نظراً لطبيعتها الراصدة التي تقدم وعياً خاصاً للحياة، سواء أكان ذلك الوعي مرتبطاً بلحظة راهنة أم ماضية، وفي هذا العمل ويوميات خريج عاطل، يبحث الروائي عمران محمد عن إجابة لأسئلة متصلة بالجماعة وبالوعي الفردي، الذي لا ينفصل بالضرورة عن الوعي ...العام الذي ينتمي إليه هذا الفرد.
وفي إطار هذا الربط الخاص بين فن الرواية والمرجعية الواقعية في تجلياتها العديدة، يقوم الروائي بتشكيل شخصيات لها حضورها الخاص من خلال وجودها في العالم الذي توجد فيه، ويطرح من خلالها قضايا إجتماعية وفكرية ودينية إشكالية ويناقشها في إطار توجه شديد الخصوصية بحيث يرتبط برصد بطلين مأزومين متساوقين بنسق ذو منحى إيديولوجي يقف عند حدود الحلم الطوبوي، وهما "عامر" وهو خريج قسم التاريخ، والآخر هو "سلطان" خريج علم النفس، عاطلان عن العمل طيلة سنة ونصف لعدم توفر العمل في الإختصاص، ولا يجدان سوى المقاهي لقضاء وقت الفراغ، حيث ينفتح النقاش بينهما على جملة من المسائل والقضايا التي تخص المجتمع العربي تتجاوز موضوع البطالة مثل العلاقة مع الغرب من خلال شخصية "جون" أستاذ البرمجة العصبية في الجامعة الذي يحاول مساعدة الشابين للحصول على عمل رفض "عامر" فكرة الإستعانة بالأجنبي للعثور على وظيفة أو عمل في وطنه، وهنا يُبرز الروائي إشكالية الهوية الثقافية، وآلية التفكير التي تطغى على الخطاب الثقافي للشخصية العربية الراهنة، والتي تمتد إلى حدّ التطرف والإرهاب الذي تبرره بإحالته إلى ازدياد الفقر والبطالة، من الشخصيات في الرواية تبرز أيضاً شخصية خلفان إبن جلدتنا، النموذج المثالي لأحادية التفكير المغلقة، الذي يعبر الموقف الديني الراهن برؤية ماضوية، لا تعير الواقع أدنى مقاربات، فيستخدم مفردات العصور الوسطى ويعيش بأدواتها، بعيداً عن قيم الإسلام الأصيلة التي تقضي بضرورة الإنفتاح والتواصل مع الآخر بوئام وسلام. ومن الشخصيات المؤثرة في الرواية هي شخصية "باسم" تلميذ "جون" في الجامعة، وسطي في تفكيره، يناقش ويستمع، ويحمل الكثير من القيم الحميدة، يملك موهبة الحجة والإقناع "جون لا علاقة له بما يحدث في بلاد المسلمين من أذى على يد بني قومه أو غيرهم ...". وهكذا يستمر السرد لينفتح على العديد من القضايا الراهنة والماضية، وقد عرف كاتبه كيف يحافظ على التوازن الدقيق بين الواقع والفكر، على صعوبة هذه المهمة. إقرأ المزيد