جوهرة المراصد ؛ دفتر الحضور والغياب
(0)    
المرتبة: 110,225
تاريخ النشر: 13/01/2022
الناشر: كلمات للنشر والتوزيع
نبذة الناشر:كتب قاسم حداد ذات مرة أنه على الضد من "الإمتثال للقارئ" في ما ينشره من مقالاتٍ في الجرائد أو المجلات التي تدعوه للمشاركة بـ "وقت للكتابة"؛ الإمتثال الذي يحضر تحت عنوان غامض ومحيّر ومطّاط: "ما يهمّ القارئ العربي".
يجد نفسّه خارج هذا القيد وممتنعاً عن المسايرة المطلوبة: "لا أذهب إلى الكتابة ...بشروط الصحافة، بل أكتبُ للصحيفة بالشرط الأدبي، وخصوصاً بشرطيّ التعبيريّ الخاص في كل مرة، بمعنى أنني لا أتخلّى عن طبيعتي الأدبية من أجل أن أصوغ مقالةً صحافية".
غير أن واحداً من الأجناس الصحفية يشذّ عن هذه الترسيمة، ويذهب إليه حداد بحبٍّ مستفيض وينجزه ببراعةٍ آسرة، قصدتُ "البورتريه الصحفي"، ذلك أن هذا اللون من الكتابة الصحفية يلتقي ويلبّي "الشرط الأدبي؛ التعبيري" الذي التزم به حداد على مدار عقودٍ وهو يكتب غائصاً أو محلّقاً في "وقت للكتابة".
يَفترض البورتريه - أول ما يفترض - من كاتبه الصحفي الإمساكَ بناصية اللغة والتمكّن من جماليّاتها وسيلةً للعبور إلى الشخصية بريشةٍ ترسم أبعادها وجوانبها الإنسانية في ميدان التعامل اليومي المباشر، وفي حقل الإنتاج الذي يخصها؛ سياسيّاً أو اجتماعياً أو أدبيّاً أو فنيّاً... على نحوٍ يقرّبها من القارئ في وجودٍ متعيّنٍ ملموس، وبما يخلق حالة وجدانية ومعرفية إلى درجة التماس النادر قد لا توفّره كتابةٌ صحفية ذات طبيعةٍ أخرى.
هذا التحديد العام بمثابة القماش والأصباغ يدلف بها حداد إلى محترفه، لا لينجز صورة مطابقة؛ نسخةً فجّةً فظّة؛ إنما هي صورته هو؛ صورته الخاصة.
ومن منظوره الشخصي، وفيها أيضاً تلك الملامح التي مسّته وغارت فيه عميقاً لتعود بازغةً كأوضح ما تكون؛ سِمَةً فارقةً ودرساً نوعيّاً في الثقافة والحياة. إقرأ المزيد