لقد تمت الاضافة بنجاح
تعديل العربة إتمام عملية الشراء
×
كتب ورقية
كتب الكترونية
كتب صوتية
English Books
أطفال وناشئة
وسائل تعليمية
متجر الهدايا
شحن مجاني
اشتراكات
بحث متقدم
نيل وفرات
حسابك لائحة الأمنيات عربة التسوق نشرة الإصدارات
0
تعليقات الخاصة بـ clotfy
حكاية سعيد المصري - شريف لطفي   مقال جمال الغيطاني - 10/06/2013
02/05/2013 08:36:20 م بقلم : جمال الغىطانى جمال الغىطانى عن الدار المصرية ـ اللبنانية صدرت رواية »سعيد المصري« للأديب شريف لطفي، وفي حدود ما اقرأ تعتبر الأولي، ما إن فرغت منها حتي تجسد لي عالم مختلف وتجربة مغايرة، قلت لنفسي، هذه كتابة جديدة. مساير مغاير للرواية، الراوي مصري ـ اسمه المصري ـ ابن لاب مصري وأم اجنبية، لذلك بدأت مشكلة الانتماء والاغتراب معا، ولد سعيد لاب مصري ميسور وأم اجنبية قريبة جدا من ابنها الذي اطلق عليه والده (سعيد المصري) يسخر المؤلف من هذه التسمية في بداية الرواية، منذ طفولته يشعر ان شيئا مختلفا داخله ينمو معه شيئا فشيئا إلي ان يصل به الحال أنه غريب تماما في مصر. كان سعيد لعنة متجسدة في جسد رجل، روحه هائمة علي وجهها، تبحث عن الجسد خاصتها كبحث البا (الروح) الفرعونية عن جسد صاحبها ليتم إعادة بعثه من جديد.. رغم غربته الا انه لم يفكر في الهجرة، منذ دخوله عالم المواصفة يبدأ مسيرته الشاقة للمصالحة مع الواقع، يطرق باب الوحدة، ينفرد بكتبه وموسيقاه، يخلق طقوسه، يلوذ هربا من الوحدة، ثم يلجأ الي الجنس. يدخل في علاقات جسدية حميمة، هنا تحفل الرواية بمشاهد جريئة جدا وتعبير مختلف، اللغة شأن الرواية كلها تجمع بين الاصالة والحداثة، بين النثر والشعر، رؤية شاعرية للواقع ـ للمفردات، ورغم جرأة الوصف إلا أنه يخلو تماما من الابتذال، جنس في سياقه الطبيعي، غير انه لا يحقق له الانتماء، يتزوج مبكرا، بعد حين قصير يكتشف انها ليست هي، ينغمس في الصداقة، يسافر كثيرا، يهيم علي وجهه في العالم، من أجمل ما قرأت انفراده بنفسه فوق جبل موسي بسيناء. صحراء جدباء، هدوء تام، تذكر اول تجربة خاضها مع الهدوء في قلب جبال سيناء، لغة السكون من كل صوب، لاول مرة يسمع صوت تنفسه، صوت مخيف لم يدرك أول مرة من أين يأتيه هذا الصوت، تلفت يمينا ويسارا بحثا عن جار له أو رفيق... العشق، الصداقة، الترحال، الانفراد، طرق عديدة يوغل فيها إلا أنه لا يزداد الا وحدة، ثم يخرج المصريون الي الثورة، هنا نقرأ وصفا رائعا في إطار السباق للحالة التي دفعت بالشعب الي الخروج. لم يصدق الاعداد الغفيرة المتواجدة في الميدان، كان الحال هناك مغايرا تماما لرحلته القصيرة في شوارع وسط المدينة، مشهد سينمائي أخرج بمهارة فائقة، عنصر مفاجأة يبحث عن الفضول، لم يهرب الناس، لم يختبئوا في منازلهم كما ظن، كيف تجمع مثل هذا العدد في الميدان؟ اصبح الكل في واحد، اصبح سعيد واحدا منهم، الرواية جديدة في موضوعها، في بنائها الذي يجمع ما بين النثر والحوار، في التعامل مع الواقع والشخصيات، في اللغة، يمكن القول انها بداية أدب جديد، لينتبه النقد والنقاد. 462 صفحة. الدار المصرية اللبنانية.