لقد تمت الاضافة بنجاح
تعديل العربة إتمام عملية الشراء
×
كتب ورقية
كتب الكترونية
كتب صوتية
English Books
أطفال وناشئة
وسائل تعليمية
متجر الهدايا
شحن مجاني
اشتراكات
بحث متقدم
نيل وفرات
حسابك لائحة الأمنيات عربة التسوق نشرة الإصدارات
0
تعليقات الخاصة بـ مقالة رويترز
صخب ونساء وكاتب مغمور - علي بدر   مقالة رويترز - 06/09/2005
علي بدر.. وبغداد المسكونة بالسخرية والبكاء صدرت عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر رواية بعنوان "صخب ونساء وكاتب مغمور" للكاتب العراقي علي بدر، يبرز فيها مزيج من الشعرية والسرد وسخرية مؤلمة تحدث في النفس ردود فعل ذات حدود مائعة يلتبس فيها الضحك بالبكاء. والعمل في كليته يشبه لوحة ملونة رغم أن منمنماتها لا تتداخل بل تتجاور، وما يجمعها هو أن تفاصيلها الكثيرة تندرج ضمن إطار عام اسمه الوطن أو بغداد التي تختزله في المبهج على ندرته.. والمؤلم الذي طغا على الحياة. يبدأ بدر روايته بكلام يشكل أساسا لما جاء فيها لاحقا.. إنها أجواء مغلقة تضيق بها الأنفاس وكل يسعى إلى الخروج خاصة هؤلاء الذين يحبون الحياة والسفر والمرح والسخرية، الذين يصفهم بأنهم ثعالب. تحت عنوان "هجرة الثعالب" يصف لنا نمط حياة جماعة في بغداد تبدو كأنها شريحة صغيرة تمثل الجماعة الكبيرة أو كثيرا من أفرادها. يقول "كنا الثلاثة ذلك العشاء نتناول عشاءنا بصخب في مطعم فولكلوري صغير يقع في الطابق الثالث من فندق ميليا المنصور في بغداد.. المهاجر العراقي الذي يقطن في لندن منذ 10 أعوام، وصديقته الشابة التي وضعت على رأسها قبعة غريبة، وأنا كاتب الروايات المغمور... قلت له: أريد أن أهاجر بأي سبيل.. أريد أن أغادر ألى الأبد. كان يدرك أن هذه الحمى حمى السفر والهجرة لا سبيل إلى علاجها بعد أن ضربت بعقول العراقيين جميعا. ومثلما كان كل حمال في بغداد يريد أن يصبح السندباد في أسفاره، وكل تاجر في البصرة يريد أن يصبح ابن هبار أو سليمان التاجر في رحلات الحسن السيرافي، فإن كل بائعة خضرة في أسواق بغداد هذه الأيام تريد أن تهاجر إلى هولندا". وتحت عنوان "مشهد" ينقل لنا أجواء المدينة بتصوير واقعي ذكي نفاذ فيقول "دخلت وسط عمارات الموظفين بشققها الضيقة وبالكوناتها التي تحولت إلى معرض للملابس المغسولة والمشرورة". وينقلنا إلى أجواء الشارع ليقول "فجأة أصبحت أمام السوق.. باعة السمك.. بسطات الخضرة والفجل والبصل والخباز والسلق... الإسكافيون الذين يجلسون على الأرض والقنادر (الأحذية) العتيقة معلقة على الحيطان.. باعة السجائر المفردة.. باعة الأدوية الطبية.. المقوي الجنسي.. مكافحة الصلع". في الرواية جو من الشبق الجنسي وقصص نضال سياسي وسجون وغنى وفقر وطيبة وخبث وخيبات تدفعها الخمرة إلى ما يوهم بالنسيان، وسعي دائم إلى السفر بأي وسيلة ووقوع في أحابيل المحتالين, فبعدما أدت قذيفة إلى مقتل أحد الأصدقاء -كما تحكي الرواية- وقد جعله الظلم يعيش بوجوه وأسماء وشخصيات مدعاة من جنسيات مختلفة، وهو فعلا عراقي متستر يعيش غريبا في بلاده.. يصل بطل الرواية إلى حال ساحقة من اليأس الكلي ومن إدانة الذات والقسوة عليها