تاريخ النشر: 01/01/2007
الناشر: مكتبة السنة
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:هذه رسالة مفيدة، في صفحات، كتبها المحدث أحمد شاكر ابن العلامة الكبير الجليل محمد شاكر، المصري المنشأ والدار والقرار، العالم المعروف بتحقيقاته وكتاباته، وتجويده وتبريزه في محققاته ومؤلفاته، وبخاصة: خدمته الجليلة وتحقيقه وشرحه الماتع للكتاب العظيم "مسند الإمام أحمد بن حنبل"، فإنه أربى فيه على الغاية، وقام عن علماء ...مصر في خدمة الحديث الشريف بفرض الكفاية.
كتب أحمد شاكر هذه الصفحات النافعة الهامة، في تقدمته التي استهل بها شرحه لكتاب "جامع الترمذي"، دعته إليها مناسبة تحقيق هذا الكتاب الأصيل وإخراجه على أحسن وجوه الضبط والتصحيح: ببيان روايات نسخه، وضبط ألفاظه، وتفصيل جمله، وشرح معانيه، وتحقيق مسائله، والتعليق عليه لاكتمال فوائده.
كتب هذه الصفحات من نحو 60 سنة، وكانت الطباعة للكتب العلمية في البلاد العربية، على حال متخلفة في أغلبها، بالنظر إلى طباعتها وإخراجها في البلاد الأوربية.
فأراد الشيخ بدافع غيرته الإسلامية وعصبيته الإيمانية: أن يكشف حال المستشرقين فيما ظهروا فيه، من الاتقان وحسن الإخراج وضبط النص وصنع الفهارس العامة للكتاب، بسبق المسلمين لهم في ذلك سبقاً بعيداً، ليذهب هذا الافتتان الكبير بهم، الذي استحوذ على عقول كثير من أهل العلم والمثقفين، فضلاً عن الطلبة والناشئين.
فكتب هذه الصفحات عرضاًن ولم يقصد أن يكتب عن المستشرقين أو الاستشراق بوفاء واستكمال، فإنه من أصحاب العلم والقلم، وأصحاب الفكر والنظر، لا تخفى عليه مقاصدهم، ولا تلتبس عليه مذاخلهم، ولا يعجز عن كشف مراميهم وبواعثهم المختلفة المتنوعة.
وقد جاءت كلماته هذه مفيدة في بابها كل الإفادة، على وجازتها، فإنها جلت -لطلبة العلم بوجه خاص ولغيرهم بوجه عام- ما أسسه العلماء المسلمين في باب تحقيق النص وضبطه، والدقة البالغة في تحمله ونقله، وروايته وأدائه، ومعالجة عوارضه التي قد تعتوره من تحريف أو زيادة أو نقص، أو اشتباه، أو تأكيد، وتثبيت...، وما تقدموا به غيرهم من صنع الفهارس العامة المتنوعة...
وقد أرخ المؤلف في هذه الرسالة لبداية تأليف معاجم اللغة عند المسلمين، من زمن الخليل بن أحمد الفراهيدي، المتوفي في القرن الثاني الهجري سنة 170، ولبداية تأليف كتب الطبقات وكتب معاجم رجال الحديث، وكتب الفهارس، وكيف صنفها الأقدمون قبل قرون ودهور من الفرنجة، فالمسلمون هم الأصلاء السابقون، والمستشرقون هم اللاحقون المقتبسون.
وتجلى في كلماته هذه فضل العلماء المسلمين من حذاق المحدثين في هذا الموضوع، وسبقهم الإفرنج بدهور سبقاً كبيراً في هذا المضمار، بحيث يدهش القارئ من تمحيصهم وتدقيقهم في شؤون التصحيح والضبط.
وسيدرك القارئ إدراكاً بيناً بعد فراغه من قراءة هذه الصفحات، كيف تبارت عقول علماء المسلمين وأذهان الألمعيين منهم في ضبط الكتاب والكلمة العلمية وتوثيقها، في تحملها وسماعها، وأدائها وتسجيلها، وحفظها ونقلها، من جيل إلى جيل، حتى وصلت إلينا سليمة قويمة دون تحريف أو تبديل. إقرأ المزيد