مصادر النصرانية - دراسة ونقداً
تاريخ النشر: 13/12/2007
الناشر: دار التوحيد للنشر
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:هذا الكتاب "مصادر النصرانية" في جزأه الأول للدكتور "عبد الرزاق بن عبد المجيد ألارو" هو دراسة في علم مقارنة الأديان، تهدف إلى كشف ما عليه سائر الأديان من انحراف وضلال وتناقض، مقارنة بما يتميز به دين الإسلام من الحق والرشاد والدقة والإتقان.
من هنا جاء اهتمام الباحث الدكتور "عبد الرزاق ...بن عبد المجيد ألارو" بهذا العلم فأثمر لنا كتاباً هاماً يعتبر وسيلة من وسائل نشر الإسلام ودحض البدع التي يروجها أتباع النصرانية المحرّفة في عالمنا المعاصر، فما هي النصرانية الحق؟ النصرانية هي "دين أتباع المسيح" ويقال أيضاً "المسيحية" christionity، وجاء تعريفها في دائرة المعارف البريطانية بأنها: "الديانة التي تعزو أصلها إلى يسوع من سكان الناصرة، وتعتبره مختاراً من الله".
يتكأ الباحث في كتابه هذا على مصدرين "القرآن الكريم" والسنَّة النبوية كونهما وحدهما المصدران - علمياً وتأريخياً – اللذان صورا لنا بدقة عالية تأريخ الرسالات الإلهية كلها من أول الأنبياء: آدم عليه السلام وحتى آخرهم محمد صلى الله عليه وسلم، أما الأناجيل الأربة بحسب الباحث فليست ذات ثقة تأريخية بسبب ما شوهها من تناقضات واختلافات. وأن أي دعوى بأن ما في الأناجيل الأربعة هي أقوال وأفعال المسيح الحقيقية هي دعوى باطلة يقول فريدريك جرانت: "... الأناجيل عبارة عن تجميع لموضوعات متواترة تناقلتها الكنيسة شفاهاً في أول الأمر، ثم كتبت فيما بعد وصنفت لتحقيق مطالب الكنيسة في التهذيب والعبادة والدفاع عن معتقداتها".
يحتوي الكتاب في جزأيه الأول والثاني على أربعة أبواب رئيسية هي: العهد القديم، والعهد الجديد، والمجامع النصرانية، والبابوية والبابوات. ثم ينتهي الكتاب بمجموعة فهارس تتعلق: بالآيات القرآنية، والأحاديث النبوية، ونصوص العهد القديم، ونصوص العهد الجديد، والأعلام، والأماكن والبلدان، والأديان والفرق والمذاهب المعاصرة، والمصطلحات النصرانية، وأخيراً المراجع التي اعتمد عليها المؤلف، وهي تزيد على ثلاثمائة مرجع.
هذا الكتاب هو موسوعة علمية بذل فيها المؤلف جهداً كبيراً ليثمر لنا علماً نقياً في الفكرة والمضمون، وبخاصة فيما يتعلق بدراسات أسفار السابقين من اليهود والنصارى، جدير بالقراءة.
أما الجزء الثاني من هذا الكتاب فيعرف بالرسائل وبكتبتها في قاموس كتاب النصارى المقدس والذي يحتوي على واحد وعشرين سفراً في العهد الجديد، كتبها الرسل إلى كنائس معينة أو أشخاص معنيين أو المسيحيين بصفة عامة.
تأتي أهمية هذه الرسائل من كونها المصدر الناطق بالتعاليم النصرانية، تصويراً للأفكار، وتحديداً للواجبات والشعائر والطقوس، فلذلك هي بمثابة الأسفار التعليمية في العهد الجديد. إذ إنها تشرح وتوضّح – في رأي النصارى – حياة المسيح عليه السلام ومواعظه من الناحية العملية التطبيقية، بخلاف الأناجيل التي هي عبارة عن الأسفار التأريخية في العهد الجديد.
هذا ويلحق بالرسائل في هذا الكتاب أيضاً سفر أعمال الرسل الذي سجل أعمال كتّاب هذه إصحاحاً، أيضاً يشتمل سفر أعمال الرسل على الرسائل المنسوبة إلى بولس وقد اعتبرت هذه الرسائل: "تتمة لرسائل المسيح: أن التنزيل في الإنجيل، وعند بولس التفصيل، فرسالة بولس هي الكشف عن سر الإنجيل... وهي أيضاً الكشف عن سر المسيح". وكذلك سفر يوحنا اللاهوتي وهو السفر الأخير في العهد الجديد وبه خُتم كتاب النصارى المقدس "إعلان يسوع المسيح... وبينه مرسلاً بيد ملاكه لعبده يوحنا، الذي شهد بكلمة الله وبشهادة يسوع المسيح بكل ما رآه".
يبحث الكتاب أيضاً في تأريخ الكنيسة الغربية وبابواتها وفي العصمة البابوية عرضاً ونقداً وأيضاً يخصص فصلاً هاماً لإضافات البابوات في الديانة النصرانية. إن أهم ما نستنتجه من هذا الكتاب الهام أن ازدهارها سلطة الكنيسة الغربية في القرون الوسطى في أوروبا: هي أقوى عوامل سطوة هذه الكنيسة وهيمنة بابواتها على الشعوب، ومن ثم مصدريتها للشرائع والمعتقدات عندهم. وليس ما جاء به المسيح عليه السلام من عقيدة سماوية لا تختلف في مضمونها عن بقية الديانات الأخرى والتي تعتبر الله إلهاً واحداً لا تشرك في عبادته شيئاً. إقرأ المزيد