العمارة والناس - واقع وآفاق التنمية العمرانية في المملكة
تاريخ النشر: 01/01/2008
الناشر: دار الكفاح للنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:لا يمكن للمرء بمجرد إلقاء نظرة على الواقع العمراني الذي نعيشه اليوم إلا أن يدرك البون الشاسع بين طموحات الناس وآمالهم في البناء وآلامهم من جهة أخرى. البناء علم ومهنة وهو قبل كل شيء ثقافة ويجب التعامل معه على هذا الأساس، ولكن ولأسباب مرتبطة بثقافتنا وتاريخنا يطول الحديث فيها ...فإن أسلوب البناء لدينا - وإن تغيرت مواده وعناصره ومسمياته - ما زال على حاله وما زال تناولنا كمؤسسات وأفراد للبناء تقليدياً يراوح مكانه عند عشرات السنين. وهنا يأتي دور النقد، فبدون نقد علمي وبناء متخصص يصبح البناء بكل مستوياته التشريعية والإقتصادية وإنتهاء بأشكاله على أرض الواقع عملاً تقليدياً بحتا. في هذا السياق تأتي إعادة نشر هذه المقالات في محاولة لسد النقص المريع في هذا الجانب من عملية البناء التي نشهدها منذ عقود.
وبالرغم من صعوبة فرز هذه المقالات بدقة متناهية بين موضوع وآخر إلا أنه قد تم تصنيفها ضمن أربعة فصول رئيسة، يهتم الفصل الأول بالجانب النظري للعمارة وهذا على جانب كبير من الأهمية، إذ أن لكل علم ومهنة قواعد وأسس لا بد من الإلمام بها قبل الشروع في ممارستها على أرض الواقع، ففيما يتعلق بالعمارة يبدو واضحاً افتقارها كعلم وممارسة لدينا إلى الأبجديات التي تمكن المجتمع والدولة من بناء بيئة عمرانية ذات مواصفات حضارية، فبدون أساس نظري راسخ ومتين تظل العمارة مهنة تقليدية تخضع للعرف والتقليد والإجتهادات الشخصية. هكذا هو الحال لدينا وما زال، ومن هنا تنبع أهمية هذا الفصل، إنه مجرد محاولة للنظر إلى العمارة في سياقات ثقافية وإجتماعية وحضارية أكثر شمولاً.
ونظراً لأهمية المسكن بإعتباره الشغل الشاغل لشريحة واسعة من أفراد المجتمع السعودي اليوم فقد تم تناوله في فصل مستقل بذاته، لقد دأبت الثقافة التقليدية والتي ما زالت مترسخة على التقليد من دون المساءلة، فالعمائر لدينا تتناسخ وتتناسل، هذا يقلد ذاك، والبيت السابق قدوة للاحق وهكذا في غياب أي نقد أو مساءلة أو مراجعة لإضفاء جوانب جمالية وحضارية على عمائرنا هذه. هناك فوارق بين أشكال المساكن بادية للعيان غير أن هذه الفوارق لا تمت للعمارة بصلة لا من قريب أو بعيد، إنها مجرد اجتهادات شخصية غير مهنية أو نتاج بيئة هندسية رثة أو أنظمة بناء أكل عليها الدهر وشرب، ضمن هذه المعطيات تأتي سلسلة مقالات الفصل الثاني وقد سبق نشرها تباعاً في جريدة اليوم قبل عدة سنوات كما أنه قد تم تقديم بعض منها ضمن سلسلة حلقات إذاعية لتضيء بعض الجوانب المتعلقة بعمارة المسكن.
أما الفصل الثالث فيتحدث بإيجاز شديد عن العلاقة المتأصلة بين الإقتصاد بمعناه المباشر والعمارة المعاصرة في المملكة. العمارة على علاقة وثيقة بالإقتصاد سلباً أو إيجاباً. وفي حقيقة الأمر فإن أهمية هذا الجانب الحيوي وتأثيره الحاسم على مسيرة البناء والتنمية في المملكة أعمق بكثير من مجموعة المقالات هذه. ضمن هذا التصنيف هناك تداخل بين هذه الفصول والموضوعات التي تناقشها، كما أن للثقافة والفكر نصيب في هذا الكتاب. وبالرغم من أن معظم هذه المقالات موجهة إلى مواطن المملكة العربية السعودية، إلا أنها معنية أيضاً بالوطن العربي ككل. فنحن العرب شركاء في الهم والتوجه والمصير، وقد تجلى ذلك في عناوين بعض المقالات أو كما قد يستدل عليه من فحوى قراءتها.
وفي الفصل الرابع والأخير يتم التطرق إلى تنظيم العمارة كممارسة وسبل النهوض بها. العمارة اليوم نتاج عمل مؤسسات للدولة النصيب الأكبر منها، إنها مؤسسات الدولة التي تبني المباني العامة ومؤسسات الدولة هي التي تخطط المدن وهي التي تمول كافة المشاريع بدءاً من مشاريع التصنيع العملاقة في الجبيل وينبع وصولاً إلى الإسكان الجماعي للناس بكامل فئاته وهي التي تضع الأنظمة والقوانين المتعلقة بالبناء والإستثمار وآلياته. ومؤسسات الدولة هي التي تحدد استخدامات الأراضي وإرتفاع المباني ومساحاتها وألوانها وعدد مواقف السيارات وكل ما يمت للبناء بصلة.
إن أمراً بهذه الأهمية قد جعل من دور هذه المؤسسات بالغ الأهمية، العمارة والبناء في المملكة العربية السعودية تعكس بوضوح مقدرة مؤسسات الدولة في إدارة عملية التنمية العمرانية وهذا ما تتطرق إليه بعض مقالات الفصل الثالث.نبذة الناشر:كتاب "العمارة والناس - واقع وآفاق التنمية العمرانية في المملكة" للدكتور هاني محمد القحطاني الاستاذ المشارك في العمارة الاسلامية والنقد المعماري في جامعة الملك فيصل بالدمام. والكتاب يطرح رؤية فى العمارة الاسلامية فى السعودية. إقرأ المزيد