ألف ليست في بقرة بل في إنسان...
تاريخ النشر: 01/12/2008
الناشر: كادي ورمادي
ينصح لأعمار بين: 3-6 سنوات
نبذة نيل وفرات:اتفق العلماء على أن تعليم الطفل الحروف الهجائية مبني على أساس مثلث مكون من ثلاث أضلاع، كل ضلع متمثل في الحرف وشكله وصوته. يجب على المعلم الربط بين أضلاع المثلث الثلاثة وتوصيل المفهوم للطفل القارئ المبتدئ. إن أسماء الحروف في اللغة العربية تخدم صوتها بشكل كبير، فلكل اسم حرف ...نصيب من صوته، مما يعطي خلفية قوية للمستمع عن صوت الحرف، فمثلاً حرف ألف صوته (أ) وحرف الباء صوته (ب)، وهذا مما يميز اللغة العربية عن غيرها من اللغات الأقل شفافي في القواعد العجائية مثل اللغة الإنجليزية.
كما أثبتت معظم الدراسات العربية والأجنبية أن تعليم الأطفال للحروف في بداية المراحل التعليمية من الأفضل أن يتم على أساس المختلف في الشكل والصوت بدلاً عن المتشابه منها، إلى أن يتم تثبيت شكل الحروف وأصواتها في الذاكرة طويلة المدى وتكون بذلك قدرة القارئ المبتدئ أقوى في التمييز بين المتشابه منها. كما هو معروف، يوجد هناك نوعين من ترتيب الأحرف الهجائية في اللغة العربية، الألفبائية والأبجدية. تعتمد الألفبائية على تجميع الأحرف المتشابهة مع بعضها البعض في مجموعات (مثال: ب،ت،ث) أما الأبجدية فترتيبها مختلف، حيث يلاحظ أن الحروف المختلفة في الشكل والصوت توالت (مثال: أ،ب،ج،د،هـ،و،ز,,,) بما أنه من الأفضل إتباع قاعدة تقديم المختلف أولاً إلى أن يثبت ثم تقديم المتشابه للتمييز، تم إتباع الترتيب الأبجدي في الكتاب الحالي، ما عدا ترتيب لحرفين في النهاية هما الضاد والثاء، فقد تم استبدال مكانهما، الواحد مكان الآخر، وذلك لأن حرف الظاء لحق بحرف الضاد وهما متشابهين في الصوت والشكل، كما أن الخلط في اللهجة العامية بين هذين الصوتين في كثير من المناطق العربية وخصوصاً في شبه جزيرة العرب يؤثر على التمييز بينهما. وحرفي التاء والثاء كذلك أتت بالتتابع وهما متشابهين في الشكل والصوت.
تميز الكتاب الحالي بالربط ليس فقط بين الحرف وصوته وشكله ولكن قدمه من خلال حكاية أو قصة حرف. طريقة مبتكرة للربط بيم كل من الجزء والكل، وبين المجرد والمحسوس في المعنى، وبين مهارتي التهجئة والفهم القرائي مما يخدم الهدف الأساسي من عملية القراءة "الفهم". عرض الحرف بتفاعل عاطفي أو بتسلسل حدثي أو بتصور لبعض مزاياه وخصائصه، وقدمت أشكاله المختلفة على حسب موقعه من الكلمة. كما كان تميزه الأكبر الإشراف الذي لاقاه في التنفيذ والإخراج والرسم على يد أستاذة متخصصة ومتمكنة في مجال أدب الطفل وهي الدكتورة نجود السديري.
لقد تخيلت وأنا أنتقل بين صفحات الكتاب وكأنني أتنقل بين جنبات بستان مليء ومفعم بزهور متنوعة، كل زهرة لها شكل ولون وطريقة نمو وعبق مميز مستخلص من تجارب خاصة لطالبات انعكست على كل حرف على حدة. فقد صممت كل مجموعة من الطالبات عدد من الحروف برسوماتها وكلاماتها وأحداثها حيث عكسن خلاصة فكرهن وموهبتهن على كل حرف، وهذا يعكس "عبق الحروف" المميز للكتاب.
في النهاية هو كتاب نحتاجه في عالمنا لكي يكون الجسر الرابط بين التعليم والتعلم بأسلوب مرح خفيف محبب لقلوب براعمنا. إقرأ المزيد