لنرد الاعتبار للحمار دراسة فلسفية اجتماعية
تاريخ النشر: 01/01/2005
الناشر: دار الكفاح للنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:قد يقول قائل لم يتسن لنا فهم البشر كما ينبغي، فكيف بنا أن نفهم الحيوان، إنها إشكالية ما بعدها إشكالية تفرض نفسها، وأقول وماذا لو فشلنا في فهم البشر، فهل يعني ذلك أن نيأس ونستسلم نهائياً، بحجة أننا فشلنا أو نكاد في فهم البشر؛ ولكن السؤال الذي يفرض نفسه ...بعد ذلك، هو كيف لنا أن نتفاهم مع من ليس له لسان ينطق به، ويرد على ما نطرحه من تساؤلات!...
وهل تعتبر هذه محاولة للفهم إذا كانت من طرف واحد مستبد برأيه!... ليس هذا فحسب بل يشعر بالتعالي على هذه الفئة، من بني الحيوان، الذي هم ليسوا مثله في التفكير وفي كل شيء!... إذ لا يختلف اثنان من البشر على الأقل بوجود تلك الفروق لاكبيرة بين الحيوان والإنسان؛ إذا أصبح لدينا فرقان، يتفوق فيهما الإنسان على الحيوان وهو اللسان والعقل، بالإضافة إلى شعور الإنسان بأنه الأكثر إدراكاً وفهماً؛ وهذا من فضل الله تعالى على الإنسان دون شك، وتكريمه له، وتسخير معظم تلك الحيوانات لخدمته، ولكن هل هذه الحقيقة؟ فكيف بنا أن نجزم بصحة هذا التفوق إذا كان الطرف الآخر، وهو الحيوان لا يستطيع النطق حتى نقف نحن البشر على قدراته الذهنية، أليس الحيوان يعرف من يحسن إليه؟... ألا يوجد من الحيوان من يقضي بعض لوازم صاحبه كما نما إلى علمنا؟...
فإذا أعطينا الحمار المسكين حقه فنكون بذلك قد رددنا الحق إلى جميع الحيوانات على إختلاف أنواعها وأجناسها، بما فيها القط، وحتى النملة، التي لها مائة قصة وقصة، إذ أن لكل وظيفته، ولم يخلق الله شيئاً عبثاً أبداً؛ ولأني احترم الحمار، وأعتقد جازماً - كما تعلمون - أن اسمه يقترن بشيء من المهانة، فقد جرى العرف أن الإنسان الذي يتصف بالغباء نسارع إلى إطلاق اسم الحمار عليه دون أي تردد، وهي قمة المهانة لهذا الحيوان البائس، الذي لم يجد من ينصفه، وهذا ما أحاول القيام به في هذه العجالة، دون أي تردد، ودون أن نطلب مكافأة منه، وعليه فإن من الحكمة تقسيم الموضوع إلى موضوعات صغيرة على شكل عناوين فرعية، نقف من خلالها على مآثر هذا المخلوق العجيب. إقرأ المزيد