المسائل الكبرى التي خالف فيها القراء المتأخرون ؛ إجماع المتقدمين من القراء
(0)    
المرتبة: 451,341
تاريخ النشر: 01/01/2021
الناشر: دار الصميعي للنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة الناشر:الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، أنزل كتابه الحكيم رحمة للعالمين، وحجة على الخلق أجمعين، هادياً ومبشراً ونذيراً ودليلاً إلى رضوانه وجنته ونعيمه، ساطعاً تبيانه قاطعاً برهانه قرآناً عربياً غير ذي عوج والصلاة والسلام على خير البرية وأزكاها، المستأثر بأنواع الكمالات والفضائل، من بسقت دوحة رسالته فأضاءت ...بها الظلمات، واطمأنت بها النفوس الهائمات، دل أمته على أشرف العلوم وأنفعها وأعلاها، وقادها في حالك الظلمات ودياجير الجهل والتخبط إلى دروب العلم والهداية والنور والسعادة، فنالت بذلك مطلبها ومبتغاها، وتحقق لها أسمى مناها.
أما بعد:
فقد كان الناس قبل إنزال هذا القرآن في ظلمات لا يبصرون وفي جهل وشقاء وتخلف، فمَنَّ اللّٰه عليهم بهذا النور المبين ليخرجهم من الظلمات إلى النور، ومن الجهل إلى العلم، ومن الشقاء إلى السعادة.
فأنزل القرآن على محمد ليبلغه لأمته.
وكان النبي ل وأصحابه يقرؤون القرآن سهلاً ليناً وهم على حال جليلة مليحة من التدبر والتأثر والبكاء والخشوع والفقه لما يقرؤون.
وكانوا يرتلون القرآن ويتغنون به بكل سهولة وفق طبيعتهم دون أي تكلف، مما يمكنهم من التأمل الكامل فيما يقرؤون دون أن يصرفهم عن ذلك أي صارف من التعلق بالألفاظ والتحديق بها.
وحين دخل الناس في دين اللّٰه أفواجاً في آخر حياة النبي لطلب النبي للِ من ربه أن يسهل قراءة القرآن على الناس، فإن أولئك الداخلين في الدين لهجاتهم مخالفة للهجة قريش، ولا يمكن أن ينتفعوا بهذا القرآن حق الانتفاع قراءة وعملاً إذا كان يقرأ بلغة غير لغتهم، وربما كان ذلك صاداً لهم عن الدخول في الإسلام.
فاستجاب اللّٰه لنبيه وأذن بالتوسعة والرخصة أن يقرأ بأحرف ولهجات
متنوعة كثيرة.
وأن يوسع لهم ولو بشيء من التقديم والتأخير أو إبدال بعض الألفاظ بما يؤدي المعنى ونحو ذلك للضرورة ولعدم تمكنهم في أول الأمر من حفظ النص المنزل كما هو، لأنهم أمة أمية لم يعتادوا الدرس والتكرار وحفظ الشيء على لفظه مع كبر أسنانهم واشتغالهم بالمعاش وأمور الحياة كما ذكر ذلك أهل العلم كأبي شامة وغيره.
والذي نزل على محمد كان محفوظاً يكتب فور نزوله فلا يضيع منه شيء في حين أن تلك الأحرف المرخص بها كانت رخصة مفتوحة للتسهيل على الناس.
وكانت مسألة الأحرف والقراءات المختلفة عند الصحابة ع ليست ذابال أو شأن مهم عندهم، فهي في مفهومهم لا تعدوا كونها رخصة لتسهيل أمر
القراءة لا غير.
فلم يشغلهم أمرها البتة، ولم يؤثر عنهم ما يدل على أنهم كانوا يجمعون تلك الأحرف أو القراءات أو يكتبونها أو يحفظونها أو يقومون بتعلمها أو تعليمها.
فالقرآن هو القرآن الذي نزل به جبريل على النبي ل فعُنُوا به العناية التامة أما تلك الأحرف فهي مجرد رخصة، ولذلك ألغاها عثمان فيه وما بقي منها إلا يسير . إقرأ المزيد