تاريخ النشر: 01/01/2022
الناشر: أثر للنشر والتوزيع
نبذة الناشر:لقد كان أبي ريحاً عاصفة؛ في تكوينه ذرات من بلاد بعيدة عبرها وعلقت فيه معها طبائع أرضها، لامس البحار في لحظات شجاعة، فطوحته دوخة الأمواج حتى ترنح على شواطئ الصمت.
ثم سار الهوينا يدور حول تلافيف ذاكرته مع كثبان الصحراء التي تركت فيه وسوماً من شمسها وشقوقاً في شفاه الظمأ.
استعاد عزمه ...العاصف وصعد عالياً تجاه الجبال، يصفر وهو يثني بين قصمها ويميل نحو سفوحها، حتى صادف في جهة القلب جنوباً غيمة بيضاء ترعى المطر، وتغني للسماء تستقيها مزيداً من الماء الذي تحمله بين جنبيها بحب.
هامت الريح بخطو الغمامة؛ وحفتها بحنوّ العاشق دهرا، ثم تخللتها ومازجتها لتنجب الغيمة قطرة ماء زفتها للأرض ونستها.
كانت تلك الغيمة أمي والريح أبي وأنا القطرة التي صارت في الأرض لهباً من نار تراقصها ريحٌ أخرى؛ تذكي جذوتها، تشعلها، وتودع في وسط لهبها بمعجزة الحب قطرة ماء أخرى. إقرأ المزيد