قلق الهوية ؛ في روايات ما بعد الإستعمار في الروايتين العربية والإنجليزية
تاريخ النشر: 01/01/2021
الناشر: النادي الأدبي
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة الناشر:تقترح هذه الدراسة بعض التعديلات في نظرية الهُوية عند بول ريكور، لا تتعارض معها، بل تعمل على تطوير بعض جزئياتها وتوسيعها، من أجل تطبيقها على الشخصيات في العملين محل الدراسة، فوحشية الحروب، وما تُنتجه من ظلم، وجهل، وانقلاب للموازين، تؤثر عميقاً في الهُوية العينية فلا يُمكن أن نصف عناصرها بالثبات ...بشكل مطلق، لأننا نتحدث عن درجات من الثبات.
حيث تتحول بعض عناصر الهُوية العينية في الوضع الكولونيالي وما بعده، وتتخلخل وتفقد الثبات الذي ذكره ريكور، بينما يظل بعضها الآخر ثابتاً لا يُمكن تغييره بأي حال، ويؤدي هذا التحول والتخلخل الذي يُصيب بعض العناصر العينية التي تُشكّل وتجذّر عناصر عينية جديدة، في نقاط زمنية مُستقبلية، يُمكن أن تكتسب ثبوتية عالية وتأثيراً عميقاً.
ويطرح التصور السابق السؤالَين التاليَين: إذا كانت هناك عناصر عينية يمكن أن تتحول وتفقد الثبات الجوهري، فلماذا لم يتم تصنيفها بأنها عناصر ذاتية متغيرة في الأساس؟ ولماذا صُنفت العناصر المتجذرة الجديدة بأنها عناصر عينية لا عناصر ذاتية؟، تمثل الإجابة هنا جزءاً مُهماً من محاولة تطويري لنظرية ريكور.
لذلك يُمكن أن أقول بأننا لا نستطيع أن نصف بعض عناصر الهُوية بأنها عينية أو ذاتية بشكل قاطع، لأنها عند نقطة زمنية معينة في المستقبل، يُمكن أن تتغير وتنتقل من عينية إلى ذاتية أو العكس، استجابة لظروف استثنائية شديدة.
ويعود هذا الإشكال في تصنيف العناصر الهُوياتية العينية / الذاتية إلى أنها تتميز بثبات عالٍ في موقعها، ويظهر في المستقبل إمكانية تغيرها وتحولها من موقع لآخر، لذلك يتعين علينا إعادة تصنيفها حسب موقعها الجديد إلى عناصر عينية، أو عناصر ذاتية، على أساس مستويات الثبات والإستمرارية، فهناك مثلاً العناصر ذات الثبات العالي، وذات الثبات المتوسط، وذات الثبات الأقل فالأقل. إقرأ المزيد