مسارات 15"ذو القعدة سبتمبر 2014م" النخبة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية
(0)    
المرتبة: 127,259
تاريخ النشر: 01/01/2018
الناشر: مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة الناشر:إحدى السمات التي تميز الجمهورية الإسلامية الإيرانية اليوم هي الطبيعة الفريدة للطبقة السياسية فيها، ومصطلح الطبقة السياسية المستعمل هنا – وفقاً لتعريفات غايتانو موسكا وآخرين – يعني إحدى شرائح المجتمع التي تتقلّد المناصب، وتشغل الوظائف في مؤسسات الدولة، لكن النخبة الحاكمة في الجهورية الإسلامية الإيرانية محدودة ومتنوعة في الوقت نفسه؛ ...فهي تشمل مزيجاً معقداً ن العلمانيين المتدنيين المتدينين وعلماء الدين الشيعة من مختلف المستويات والوجاهات.
كما أنها تفتقر إلى العناصر السياسية المتوافرة في النخب السياسية الحديثة الأخرى: مثل الأحزاب السياسية المنظمة تنظيماً دقيقاً واضح المعالم، ويتم عادةً تعريف الطبقة السياسية الإيرانية وفقاً لمبادئ الطائفية، التي تسعى إلى إستخدام تعريف بديل من الفضائل، التي تضم تجمعات فضفاضة من الشخصيات التي تحمل وجهات نظر مشتركة بشأن الموضوعات الرئيسة: مثل: السياسة الخارجية والدفاع وإدارة شؤون المجتمع بدلاً من عدم وجود الأحزاب السياسية.
وهذا التشخيص الواسع المستمد من قبل تحليلات وسائل الإعلام والدراسات الأكاديمية للمراكز الفكرية البارزة عام جداً ليستخدم كوصف دقيق، ومع أن تلك الفضائل توجد بالفعل داخل النظام الإيراني إلا أنها لم تتبلور بعد: فهي تفتقر إلى الإنضباط، وتجد نفسها منشقةً ومتشظية في أوقات الإنقسامات الكبرى داخل النخبة، مثل المرحلة التي أعقبت الإنتخابات المتنازع عليها عام 2009.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن النخبة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية تنبني وتتمحور حول الإصطفاف العشائري مع الشخصيات المؤثرة، المنتشرة في مختلف المؤسسات، التي نجحت في إيجاد مجموعة فضفاضة ومرنة من الأنصار والأتباع، الذين يعتمدون بدورهم على رعاية تلك الشخصيات للوصول إلى مناصب سياسية، وإمتيازات وحضور دائم لهم ضمن السلالم العليا في مؤسسات الدولة، عموماً الشخصية السياسية الأبرز في هذا التكوين للدولة هو علي خامنئي المرشد الأعلى.
كما تجدر الإشارة أيضاً إلى آلية التفكيك والتفتيت غير الرسمية التي تحكم نظام الدولة، وتحظى جذور في الأشكال التقليدية من التفاعل داخل المجتمع الإيراني، الذي ينجذب ضد محاولات فرض نظام إستبدادي أكثر جموداً يتفادى آثار الدكتاتورية من خلال آلية معقدة من المساومات والتفاوض على جميع مستويات نظام الدولة".
هناك مسألة جوهرية لفهم آليات عمل النخبة السياسية في إيران من خلال إدراك العمليات التي من خلالها يمكن أن تُتاح فرص الدخول إلى الطبقة السياسية؛ فعدم وجود جماعات سياسية منظمة أو أحزاب يجعل إمتلاك العضوية - وهي الطريقة الشائعة لدى كثير من النظم المبنية على أساس حزبي، سواء أكانت ديمقراطية أم لا - أمراً غير ذي اهمية لكسب مكانة سياسية.
هذا العامل المهم أدى إلى وصول شخصيات ذات مكانة أقلّ داخل النخبة، مثل محمود أحمدي نجاد، الذي حصل على منصب الرئاسة - أعلى منصب سياسي - من دون المرور والتدرّج عبر المناصب الأقل أهمية، وهو ما تمّ إقراره بصفته مرشحاً توافقياً؛ ليصبح زعيماً للمنظمات السياسية الرئيسة.
وتشكل هذه الشبكة المعقدة من التجارب الشخصية الأساس المكوَّن للنخبة السياسية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، التي سيتم لاحقاً من خلالها تقديم الأطراف الرئيسة المؤيَّدة من النخبة الحالية، ومن خلال برنامج يحدّد موقع تلك الأطراف ضمن مختلف فروع الدولة. إقرأ المزيد