النواة في حقول الحياة - لونان
(0)    
المرتبة: 191,181
تاريخ النشر: 01/01/2023
الناشر: دار المنهاج للنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:"النواة في حقول الحياة" كتاب اختاره عبد الوهاب محمود الكحلة لتحقيقه وإعادة نشره بعد ما مضى عليه ما يزيد عن سبعين سنة من طبعته الأولى.
أما مؤلفه فهو الشيخ محمد حبيب العبيدي (1882-1963) كان مفتي الموصل، وقد عاصر أحداث الفترة التي عاشها بمصائبها وويلاتها المتلاحقة، فكان لها أثرها في نفسه، ...وقد أكثر من الأسفار إلى اسطنبول ومصر وبلاد الشام، واطلع على المكائد التي تحاك ضد المسلمين من وراء الستار، وعز عليه أن يرى العرب متفرقين أشتاتاً يستظلون تحت ظلال المستعمر المتلفع ببرقع الحليف، يمنح لهم استقلالاً يشف عما وراءه من الذل والعبودية، فأسف على الإسلام أ، تذل حماته، وتلين قناته، فأحاط كل ذلك بهواجسه وخشيته من سوء المصير، فراح يوقظ من رقاد الأمة، ويستنهضها إلى الاتحاد والجهاد، وكان يبعث بكتابه لينشر، لكي تصل دعواته إلى حيث يرجو، وكان يأنف من أن يأخذ موافقة من الجهات المسؤولة على طبع ما يكتبه، فلا يكاد ينشر منه كراسة أو كراستين وتعلم به الجهات المختصة حتى تمنعه وتصادره، وبذلك ضاعت أكثر آثاره، وظل يجهر بدعوته بكل ما أوتي من وسيلة، إلا أن ذلك لم يرض العدو وهم يرقبونه عن كثب، فكمنوا له -وكان يومذاك في بيروت- فقبضوا عليه، وأخذوه أسيراً إلى معسكرات الاعتقال في مصر، ولما أفرج عنه وعاد من معتقله إلى معقله في بلدته الموصل.. سكن فيها سكون اليائس المغضب، حتى كانت بوادر الثورة على الإنكليز قد لاحت نذرها في الآفاق، فأيقظت فيه الحماس، وأذكت ما خبا من عواطفه وآماله في الاستقلال، وأثارت في نفسه فكرة قيام خلافة إسلامية جامعة، ودفعه ذلك إلى الاستجابة لحضور (مؤتمر الخلافة) الذي انعقد في القاهرة عام 1926.
وكان يعرف أن الخلاف في شكل الخلافة قديم، ولكنه كان يعلل النفس بالآمال، إلا أن المؤتمر انتهى ولم ينته إلى شيء، بل انتهى إلى غير شيء، فخابت في نفسه آماله وأمانيه، ولكنها غدت منبعاً لآرائه وفلسفته في هذي الحياة، صبها في كتابه هذا (النواة في حقول الحياة).
هذا السفر الذي كان أولى بأن ينعت بأنه محكم الحكم، لا بد حكم المحكم، أفرغ فيه ناسجه تجاربه وأدبه، وتوجيهه وحسه الديني المتمطي، تشعر به من خلال أسلوبه المتميز يتدفق أسىً وألماً على ما أحاط بعالمه الإسلامي من تشرذم واختلاف، ووهن وسوء تدبير، ولا سيما بعدما غدا جسم الخلافة مقطع الأوصال، واهن القوى، مرتجف الفكر، فكيف لو عايش كاتبنا ما تصطلي به الآن الأمة الإسلامية عموماً والعربية خصوصاً، والمآسي المفزعة التي تنخر في كيان الشعب العراقي بدون استثناء؟! ويوم أن استمسك المسلمون بالعروة الوثقى، واعتصموا بالله.. دانت لهم كل الأمم، وتسلموا مفاتيح كنوز الأرض. إقرأ المزيد