إيران والإخوان: علاقات ملتبسة
(0)    
المرتبة: 478,461
تاريخ النشر: 01/09/2014
الناشر: دار مدارك للنشر
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة الناشر:الإخوان المسلمون هم حركة عابرة للأوطان تعمل بمبدأ إخواني مشترك للإصلاح والإحياء الإسلامي، وضعه أصلاً مؤسس الحركة، الشيخ حسن البنّا. وبالرغم من هذا المبدأ المشترك؛ إلّا أن فروع الجماعة المحليّة المتنوعة وشعبها الموزعة في مختلف الدول، تتفاعل بحسب الظروف الاجتماعية/ السياسية المحددة الخاصة بكلّ منها، ونتيجة لهذه المرونة الحركية، اتبعت ...فروع الجماعة في مختلف الدول مجموعة من الاستراتيجيات للسعي نحو السلطة وإقامة دولة إسلامية، والتي مع مرور الوقت، ومن مكان إلى مكان، ساعدت في خلق تنوع كبير من الأجندات السياسية ووجهات النظر داخل الحركة كَكُل. ولعلّ أحد أهم نقطة يتجلى فيها هذا التنوع الداخلي الإخواني بوضوح اليوم هي في وجهات النظر والمواقف المختلفة للإخوان تجاه ما يمكن أن يسمّى على نطاق واسع بـ "المسألة الشيعية"، أو العلاقة مع جمهورية إيران الإسلامية".
انطلاقاً من هذه الإشكاليّة يمضي المؤلف في تسليط الضوء على العلاقات الملتبسة بين إيران والأخوان. هذه المسألة التي أصبحت تحتل مركزاً متقدّماً في الفكر والجدل السُّني العربي الديني والسياسي وخصوصاً في السنوات الأخيرة بسبب تنامي قوة وهيبة جمهورية إيران الإسلاميّة في جميع أنحاء المنطقة، حيث يرى المؤلف أنّ هذا أدى بدوره أدّى إلى تزايد تأثير المذهب الشيعي في جميع أنحاء الشرق الأوسط بشكل عام، كما كتّف أيضاً الصدام المستمر بين بعض التيارات من السنّة والشيعة، مضيفاً بأنّ العالم السُّني قد أصبح منقسماً بشدّة حول كيفية الرد على هذه الديناميكيات الإقليمية الجديدة الناجحة عن صعود وانبعاث إيران والمذهب الشيعي دينيّاً وسياسيّاً، وبالمقابل، انقسام حركة الإخوان داخليّاً حول العلاقة مع إيران والمسألة الشيعية، حيث يساند ويناصر بعضهم التأثير الديني والسياسي الجديد للمذهب الشيعي، بينما تتحفّظ عناصر أخرى من الجماعة على المذهب الشيعي وتصل أحياناً إلى درجة مناوئة لتزايد قوته.
يحاول المؤلف متابعة تطور هذه العلاقة بين إيران والإخوان، مبيناً، وبداية فإنّ المسألة الشيعية لم تكن بالقضية الجوهرية للإخوان دائماً، لأن جوهر الإيديولوجية الأساسية لجماعة الإخوان؛ هو مسكونيّ واستيعابي دينيّاً، فمنذ تأسيس عام 1928، أكّد قادة الإخوان الأهميّة السياسيّة للوحدة الإسلاميّة، وتجلّى ذلك في سعيهم إلى التقليل من أهميّة الاختلافات الدينية بين مختلف المذاهب الفقهية الإسلامية، بما في ذلك السنّة والشيعة، واعتبر حسن البنّا بأّن كل الطوائف الإسلامية المتعدّدة، باستثناء البهائييّن والقاديانيين، تنتمي إلى الأمة الأسلامية، وأفتى رئيس الجمعية شيخ الأزهر محمود شلتوت، أنّ المذهب الشيعة الأثني عشرية صحيح ويجوز التعبّد به وسمح بتدريسه في الأزهر. وعلى هذا الأساس، فإنّ البنّا والجماعة التي أسسها أصلاً التزمت بنظرة إيديولوجية لم تكن "المسألة الشيعيّة" تعتبر مشكلة فيها.
حتى أنّ جماعة الإخوان كانت متحمّسة في البداية للثورة الإسلامية التي حدثت في إيران في عام 1979، إذ مثلت للجماعة الثورة المُلهمة لجماعة الإخوان كنموذج لحركة إسلامية شعبية بزغت لإسقاط نظام علماني موالٍ للغرب ونجحت في تأسيس دولة إسلاميّة.
يتابع المؤلف التركيز على تلك العلاقة التي كان يسودها التجانس والوئام العميق مع الإيديولوجيا السياسية الخُمينية، مبيناً مدى العلاقات الوثيقة بين الطرفين في تلك الآونة، وصولاً إلى خمود حماس الإخوان المسلمين في دعمهم للثورة الإيرانية عندما لم تتحول الثورة إلى ما كان يتوقعه المعجبون بها من الإسلامويين السنّة، مبيّناً بأنّه وبحلول منتصف الثمانينات، أصبح هناك توتر وبشكل ملحوظ في تلك العلاقات بعدما أصبح واضحاً بالنسبة للإخوان أن طبيعة الثورة ليست ذات توجه أُممي مسكوني (وحدَوِي) إسلامي شامل ولكنّها ذات نزعة قوميّة فارسيّة محددّة وبروح ثورية شيعية خالصة.
يتابع المؤلف من ثمّ ماهيّة هذا التعبير الذي طرأ على الإخوان في علاقتهم مع إيران، مبيناً الموقف المستجد للإخوان والحائر تجاه المسألة الشيعية، متطرّقاً إلى المسائل السياسية التي شكّلت هماً أساسيَاً للإخوان تجاه إيران والشيعة، كاشفاً عن أفكار الإخوان من حيث اعتبارهم أنّ إيران كان لها دور في تلاعبها بالشارع العربي وأتى ذلك بمثابة خدعة ساسكولوجية إيرانية متقنة.
يطرح المؤلف إشكالات عديدة وصولاً إلى توضيح الصورة التي انتهت إليها علاقات الإخوان بإيران اليوم. إقرأ المزيد