تاريخ النشر: 01/12/2004
الناشر: دار الوراق للنشر والتوزيع
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:ذكر "أثير الدين المفضل بن المفضل الأبهري السمرقندي" في مقدمة كتابه هذا "القوادح الجدلية" والذي بين يدينا متنه محققاً، ذكر سبب تألفه لهذا الكتاب بقوله "فإنا نورد من هذه الأوراق فساد أصول الأبحاث، التي وضعها مبرز الجدليين، وأضيف إليه الوثائق التي استخرجناها بالتماس الطالبين". ومعنى ذلك أنه يحصر سبب ...تأليفه لهذا الكتاب في سببين هما: الأول: بيان فساد أصول الأبحاث والطريقة في الاستدلال التي وصفها مبرز الجدليين ركن الدين العميدي. الثاني: يضاف إلى ذلك بعض المباحث المهمة، والدقائق ذات الأهمية في مباحث الجدل، بناء على طلب من أهل العلم وطلبته.
إذا في هذا الكتاب ذكر الأبهري النكت الفاسدة التي تقدح في الجدل والمناظرة، وهذه النكت ذكرها "ركن الدين العميدي"، وعلى الرغم من صغر حجم الكتاب إلا أن مؤلفه قسمه إلى فصول كما يلي: فصل في التلازم، فصل في القياس، فصل في حل البرهان القاطع، فصل في الدليل السالم عن المعارض، فصل في الدوران، فصل في تركيب النكت والنظر في موادها وصورها، فصل في ضعف بعض المقدمات العامة.
وعلى ضوء هذه الفصول يمكننا استعراض منهجيته ها هنا باختصار: طريقته في التصنيف: لما أن الأبهري يعتبر من علماء الفلسفة والمنطق والجدل -كما جاء ذلك في ترجمته بالنقل عن المتقدمين والمتأخرين- فقد سلك مسلك الفلاسفة في صياغة العبارة، وفي تركيب الجمل.
وتأثر في منهجية "ركن الدين العميدي" في التأليف والتقسيم، وأخذ من شيخه "الرازي" الأسلوب الأصولي في التعريفات الأصولية، والتمثيل بالفروع الفقهية.
المسائل الأصولية عند عرضه للمسائل الأصولية فإنه لا يحرر محل النزاع، ويقتصر على القول الذي ترجح عنده دون ذكر لبقية الأقوال وبعد ذلك يذكر الاعتراضات التي ترد على هذا القول، ثم يجيب عليها.
ويلاحظ أيضاً أن الأبهري عند عرضه للمسائل الأصولية، فإنه لا يذك سبب الخلاف في هذه المسائل، ولا يتطرق إلى ثمرة الخلاف فيها، وإنما يذكر أمثلة فقهية على سبيل التمثيل والاستشهاد، وقد لا تكون ثمرة للخلاف، أو أثراً من آثاره، وغالباً ما يبين وجه الفساد في الاستدلال الجدلي من خلال التمثيل بالفرع الفقهي.
يذاكر المسألة الفقهية غالباً من بداية كل فصل على سبيل التمثيل، ولقد أكثر من الاستشهاد بالفروع الفقهية مقارنة بحجم الكتاب، والمثال الفقهي الذي يستدل به ويتبناه إنما هو على المذهب الشافعي، ثم يبدأ بعملية البناء والهدم، والاعتراض والرد، من خلال ذلك المثال الفقهي الذي يستمر حتى نهاية الفصل، وغالباً ما يكون خصمه الذي يرد عليه حنفي المذهب، ولعل هذا شأن نظار الشافعية في ذلك الوقت.
وبالنظر للأهمية التي احتلها هذا الكتاب فقد اعتنت الدكتورة "شريفة الحوشاني" بتحقيقه وبدراسة متنه فاهتمت أولاً: باستكمال ما سقط من المتن سواء أكان كلمة أو جملة، ثانياً: أحالت المسائل الأصولية التي ذكرها المؤلف إلى مصادرها التي يظن أنه استفاد منها. ثالثاً: أوضحت بعض الجمل الغامضة التي تحتاج إلى إيضاح، رابعاً: اجتهدت في رد النصوص التي ينقلها المؤلف عن بعض العلماء إلى مصادرها، قان بوضع فهارس عامة للكتاب تناولت من خلالها ما يلي: فهرس للحدود والمصطلحات، فهرس للأشعار، فهرس للمسائل الفقهية، فهرس للمصادر والمراجع، فهرس لمحتويات الكتاب. خامساً: قدمت للكتاب بمقدمة ضمنتها دراسة لمعنى الجدل في اللغة، وفي الاصطلاح، وأخرى تحدثت فيها عن المناظرة والخلاف، وأثرهما في تطور مباحث أصول الفقه، من ثم قامت بإثبات ترجمة للمؤلف. ألقت من خلالها الضوء على سيرته الذاتية وعلى الفترة التي عاشها والتي تقع بين 600هـ-663هـ. إقرأ المزيد