تغير الاجتهاد ؛ دراسة تأصيلية تطبيقية
تاريخ النشر: 01/01/2012
الناشر: دار كنوز إشبيليا للنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:لقد أرسل الله رسوله صلى الله عليه وسلم برسالة عامة لجميع الثقلين، وأكمل رسالته، وأتم بذلك النعمة، وإكمال الرسالة والدين يعني استقلال الشريعة بأصولها وفروعها واستغناء المسلمين بها عن استيراد أنظمة تشريعية سواها، كما يعني دوام هذه الشريعة وخلودها وثبات أحكامها وشمولها لميادين الحياة البشرية كافة.
ولا يعني ...شمول الشريعة شمول النصوص لأحكام الوقائع جميعاً بمعنى أنه قد نُصّ على حكم كل واقعة مما يستجد من الحوادث، وإنما يعني شمول مبادئها العامة وقواعدها الأساسية، فالقضايا الثابتة التي لا تتغير ولا تتبدل، ولا يؤثر بها اختلاف الحال والزمان أو المكان، فقد عالجتها الشريعة بأحكام مفصلة، وأما ما كان قابلاً للتغيير والتبديل فقد أتت الشريعة بالقواعد العامة، وتركت للمجتهدين مهمة الإستنباط وتحقيق تلك القواعد والحكم بمقتضاها في تلك الحوادث، وهذا يدل على خصوبة الشريعة وغناها.
فالتشريع الإسلامي لم يكن قاصراً ولا عاجزاً عن معالجة القضايا المستجدة واحتوائها، بل كان وما زال مهيمناً على واقع الحياة، مستوعباً للتغيرات، معتبراً للمصالح العامة والخاصة.
ومن هنا تتبيّن أهمية الإجتهاد؛ فهو من أهم مرتكزات الشريعة الإسلامية، به تبين أدلة التشريع وتدرك أسراره ومقاصده، وهو من أعظم طرق الحفاظ على خلود هذه الشريعة وشمولها وصلاحيتها لكل زمان ومكان.
كما أن موارده متجددة، فهو الذي يعطي الشريعة خصوبتها وثراءها، ويمكنها من قيادة زمام الحياة.
ولما كان الإجتهاد يتبوأ هذه المكانة العظيمة والمنزلة الرفيعة كان محل اهتمام علماء الأمة ومحطاً لأنظارهم؛ فضبطوه بضوابط استلوها من نور الوحيين، منها ما يتعلق بمن يحوز هذه الرتبة، ومنها ما يتعلق بالقضية محل الإجتهاد، إلى غير ذلك من المباحث التي أودعوها بطون كتبهم.
ومع عناية العلماء بالإجتهاد وكلامهم عن كثير من قضاياه، إلا أنه يحتاج إلى مزيد عناية وعظيم اهتمام، وبخاصة ما يتعلق ببعض مباحثه، ذلك أن الإجتهاد ظاهرة متجددة، تعتريه عوارض كثيرة يحتاج معها إلى تغيير مساره وإعادة النظر فيه، ومن مباحثه التي ما زالت بحاجة إلى مزيد تحرير وتنقيح ظاهرة (تغير الإجتهاد) فهي من أظهر قضايا الإجتهاد وعوارضه.
من هذا المنطلق، تناول د. أسامة الشيبان هذا الموضوع، وجمع في كتابه هذا من الأبواب والفصول والمباحث والمطالب ما يستوفي دراسة الموضوع ويستوعب جوانبه. وعليه يسعى هذا البحث إلى تسليط الضوء على نشأة تغير الإجتهاد وإبرازه في العصور المتقدمة، وإيراد تطبيقات ونماذج لتغير اجتهاد هؤلاء الأئمة، والكشف عن أسباب ذلك التغيير ودوافعه. كما يهدف هذا الكتاب إلى بيان أن جواز تغيير الإجتهاد ومشروعيته ليس على إطلاقه، وإنما هو وفق ضوابط وأسباب توجب هذا التغيير والتبديل. وعليه، تميط هذه الدراسة اللثام عن جدية الإجتهاد متى توافرت في المجتهد ملاكته، وتحقق الموازنة والتوفيق بين كون الإجتهاد حرية وبين كونه مسؤولية. إقرأ المزيد