تاريخ النشر: 18/03/2014
الناشر: أثر للنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:حيوات البشر معابر لقصص كثيرة، منها قصص حيواتٍ لم تكتب بعد، ومنها كتبت كما في "ميقاسيتي" المجموعة القصصية الجديدة للكاتبة بدرية العبد الرحمن تذهب فيها أبعد من مجرد التقاط مشاهد من الواقع وترميمها بالخيال كي تبدو مثيرة ومشاكسة. هنا تحاول الكاتبة الوقوف على الخط الفاصل بين الحياة والكتابة، فتضع ...الكتابة في مواجهة مع الحياة، فينجم عن ذلك قصص قصيرة توهم بمطابقتها لواقع بعينه إلى حد كبير، ربما يكون بلد الكاتبة، فتبدو لنا وكأنها تمارس نوع من الإغتصاب اللغوي حيث تقوم بإرغام الأبطال – الشخوص على قول ما تشاء، والإعتراف بما تشاء، وهنا يختلط الحياتي بالكتابي، والمتخيل بالحقيقي، يتمظهر ذلك في اختيارها عدداً من الوجوه المختلفة والمتنوعة، منها ما ينتسب إلى الهامش الإجتماعي ويحمل عاهاته كما في "حكاية بؤس تقليدية" بطلتها طفلة في السادسة "بنية صغيرة تبيع شراشف صلاةٍ ومرطبات مغمورةً بالثلج في طشتٍ كبير مغبر .."حرمت طفولتها لتضاف إلى مجموع الأطفال الذين بدءوا العمل في سن مبكرة لأسباب معروفة، ومنها قصص تسلط الضوء على البنى الذهنية للناس البسطاء الذين يفسرون بعض مظاهر الحياة بقدرة الجان على فعل المعجزات كما في قصة "العقد" حيث يتهم الخياط الغريب في حارة النساء بالسحر، فقط لأنه يتقن مهنته ويلبي طلبات النساء بسرعة مذهلة "كم عنده من يدٍ ليخيط كل هذه القماشات التي يضيف بها المكان ويتسع فيسلمها في أسبوع؟". أما في قصة "إجهاض" فنعثر على ذاكرة امرأة مليئة بالألم، ومتهمة في عيون المجتمع لأنها لم توفق في ولادة طفل "وكأنني مسؤولة عن تعابير الحزن والشفقة التي تتمعر بها وجوههم حالما أخيب ظنونهم وأخبرهم بحقيقة ما جرى لي. "هل علي أن أكون مذنبة لأشعر بالخزي لا أدري ...". هذه القصص وغيرها تتجاور في الكتاب ولا تتقاطع، فليس ثمة علاقة بين قصة وأخرى، تناولتها الكاتبة بلغة جريئة وتوصيف دقيق دون مواربة أو تلميح، ما يجعل النصوص قريبة من الواقع أكثر يغلفها قالب سردي، صادق، ينقل عاهات المجتمع بأمانة، فيدخلنا إلى منطقة الأدب الحقيقي وهو ما يُحسب لـ "بدرية العبد الرحمن".
يضم الكتاب (9) قصص قصيرة جاءت تحت العناوين الآتية: "ميقاسيتي: قصة عن وجبة سريعة" ، "أم الصبي" ، " تسعينات" ، "يوم من الشعرى" ، "قلب مقضوم" ، "حكاية بؤس تقليدية" ، "العقد" ، "أحزان طمية" و "إجهاض". إقرأ المزيد