تاريخ النشر: 01/08/2002
الناشر: دار الفارابي
نبذة نيل وفرات:إن ما جرى ويجري حالياً، باسم الإسلام، في غير بلد من البلدان الإسلامية، وأهمها تلك التي حصلت في الجزائر، إنما تجري هذه الأحداث على أيدي تنظيمات وجماعات، مضللة أو مسيّرة أو مأجورة، بعيد كل البعد عن جوهر الدين الحنيف ورسالته الإنسانية التي سعت منذ البداية، إلى إخراج الناس من ...الظلمات إلى النور، فإذا بتلك التنظيمات والجماعات، تعمل جاهدة، وبشت الوسائل، على إعادة الناس من النور إلى الظلمات، مسوقة بأدبيات دينية متحجرة، وإغراءات مادية أو ظلامية ذات أبعاد مشبوهة، في غالبيتها، يكاد همها الوحيد أن يقتصر على تحصين العقل الإسلامي ضد العلم والاستشارة والرؤية النقدية السليمة، بل وضد حقه في مواكبة الحياة العصرية والمساهمة في تطورها، لا سيما في هذه المرحلة من التاريخ حيث تتلاحق الأحداث السياسية، والاكتشافات العلمية، وتقنيات الإعلامية، على نحو مذهل.
حول هذا الموضوع يدور البحث في هذا الكتاب وفيه يتناول المؤلف موضوع اختطاف سبعة رهبان فرنسيين وذبحهم بأيدي فريق من الإسلامويين الجزائريين سنة 1996، وما أثارته تلك الجريمة البشعة من ردود فعل متباينة ان على الصعيد الديني أم على الصعيد السياسي. وتبرز أهمية هذا الكتاب "اختطاف رهبان تبحرين" في كون الكاتب ينطلق من تلك الحادثة المأساوية، على لقاء نظرة شاملة على العلاقات المسيحية الإسلامية، وتقلباتها عبر التاريخ، دون أن ينسى الحروب الصليبية وتأثيرها البعيد على تلك العلاقات.
كذلك يتناول الكاتب الواقع الاجتماعي والديني والاقتصادي في الجزائر أثناء الاحتلال الفرنسي الذي استمر ما يزيد على قرن وربع القرن، وفي العهد الاستقلالي الذي بدأ فعلياً بعد توقيع اتفاقية "ايفيان" سنة 1992. هذا ولما كانت تلك الجماعات والتنظيمات في غالبيتها، جماعات وتنظيمات مأجورة، تستظل خيمة الدين في تنفيذ المهمات الموكولة إليها، كان لا بد من نشوب الصراعات في داخلها، وبالتالي كان لا بد من تشرذمها واندثارها طال الزمن أو قصر، ومتى أدرك الجاني أن نهايته باتت حتمية، قد يقوم، يائساً، على ارتكاب أعمال منافية للقيم الإنسانية والدينية، من هنا مثلما يستنتج الكاتب، ولا نراه مخطئاً، كانت تلك الجريمة المنكرة التي ودت بحياة الرهبان السبعة. إقرأ المزيد