تاريخ النشر: 01/08/2002
الناشر: دار الكتب العلمية
نبذة نيل وفرات:جاء في اللسان لإبن منظور ، الفهرس الكتاب الذي تُجمع فيه الكتب . قال الأزهري : وليس بعربي محض ولكنّه معرّب . وقال غيره : هو معرّبُ فِهْرِسْت وقد اشتقوا منه الفعل فقالوا : فهرس كتابه فهرسَةٌ ، وجمع الفهرسة فهارس . قال القادري : الفهرسة في الإصلاح إسم ...للكتاب الذي يجمع فيه الشيخ شيوخه وأسانيده وما يتعلق لذلك . ويُرادفها في المعنى عدة مصطلحات مثل : المشيخة ، والثبت ، والمعجم ، والبرنامج ، والإجازة ، والكناشة . . . وغيرها من المصطلحات . والفهرسة ، وإلى هذا ، لها أهمية بالغة وفائدة عظيمة في حفظ نموذج تاريخي مهم عن حياة الشيخ العلمية ، وذلك فيما يتجلى إخباراً عن حلقاته العلمية ، ووفيّات من تلقى عنهم العلم وتواريخهم والدروس التي يأخذها ، والكتب المعتمدة لديه ، إضافة على الأسانيد ، والمرويات ، وسرد الأحداث الواقعية ، والخرافية أحياناً ، والرحلات العلمية وغيرها من الفوائد الجمّة التي تترجم واقعاً ملموساً لحياة الشيخ ، فهي المصادر الفنية التي لا يستغني عنها طالب علم . لهذه المزية اهتم بها العلماء كثيراً وجعلوها أكثر ترويجاً ، فقلّما نجد شيخاً إلا وله فهرسة ، أو ثبتاً أو برنامجاً يسجّل فيه تراثه العلمي . من هنا تأتي أهمية هذه الفهرسة التي لها قيمة كبيرة فيما احتوته من ترجمة لأعلام فقهاء ومتصوفة ومن كتب كانت محور التدريس بين العالم والمتعلم ، وكذلك معرفة طرق التدريس والتلقين . قال في حقها ليفي برو فنصال : " صنّف كتباً مختلفة ( إشارة لصاحب هذه الفهرسة التاودي ) وفهرسة مشهورة في الأوساط العلمية المغربية ، ومرغوب في الرجوع إليها نظراً لما تمتاز به أسانيدها من دقة وضبط " كما أنّ هذه الفهرسة يستشف منها المعلومات الوافية عن الحياة العلمية بمدينة فاس مسقط رأس الشيخ ، وما بلغته من شأن كبير . استهلها أولاً بمقدمة وجيزة بالحمد والثناء لله ورسوله ، وبشهادة التوحيد وختمها بمدح خير الأنام وآله الأطهار ثم ليفتح كتابه وقبل حديثه عن مضمون رسالته ، ابتدأها بالحديث عن رحلته الحجازية التي قام بها برفقة ولديه ، والتي كان لها أثر إيجابي ، حيث لقي بالحرمين الشريفين ومصر جماعة من الأئمة ، الذين استفاد منهم وأفاد وانتفع به الحاضر والباد ، فطلبوا منه في جامع الأزهر أن يقرأ لهم موطأ مالك مقيّداً بسند من جهة الشيخ بالإمام مالك مع سند الصحيحين البخاري ومسلم فأجاب طلبتهم ، حيث ذكر عشرة شيوخ والذين هم الفحول لمّا علم فيهم من المكانة العلمية الرائقة التي قلّما توجد في عالم أخذ عنه الشيخ في عصره . ثم استطرد كلامه عمن أخذ عنه سلسلة الفقه إلى النبي صلى الله عليه وسلم وسند الحديث المسلسل بالأولية ابتدأهم بشيوخ مغاربة . ثم بعد هذا القسم انتقل إلى قسم آخر خصّصه في ذكر من لقيه من الشيوخ والأخيار بالمسجد الحرام ، والمدينة المنوّرة ، ثم بلاد مصر مع ذكر مردياتهم وإجازاتهم . ويأتي بعد هذا القسم الذي سرد فيه شيوخه المشارقة قسم آخر يندرج تحت مسمّى القسم الثالث حسب ترتيب موضوع الفهرسة ، وهو قسم خاص بنصوص الإجازات التي تلقاها عن شيوخ مغاربة . وهذه هي فهرسة التاودي الصغرى والتي قسمها إلى ثلاثة أقسام : القسم الأول : خصّصه لذكر شيوخه المغاربة . القسم الثاني : خاص بشيوخه المشارقة . والقسم الثالث خصّه للإجازات التي تلقاها عن شيوخه المغاربة . ثم انتقل بعدها إلى تأليف فهرسة أخرى سمّاها بفهرسة كبرى ، وهي خاصة بذكر صالحي المغرب ممن لقيهم وانتفع بهم وعددهم ( 38 ) صالحاً ، ضمنهم ثلاث نسوة . هذا وقد صدر الكتاب بطبعته هذه محقّقاً ، وكانت خطوات التحقيق كالتالي : 1- البحث عن عدد النسخ الموجودة في الخزانات العمومية ، التي تسهّل مأمورية التحقيق عند المقارنة . 2- إختيار النسخة المعتمدة في التحقيق وجعلها أصلاً بعد مقارنتها بباقي النسخ المتوفرة . 3- نسخ النسخة المعتمدة خطأً قبل مقارنتها بإخوتها . 4- ذكر ما فيها من زيادات وأسقاط مع إثبات المفارقات في الهامش . 5- تخريج الآيات القرآنية والأحاديث النبوية . 6- ترجمة لشيوخ التاودي . وأخيراً هذه نبذة مختصرة عن المؤلف . هو أبو عبد الله محمد التاودي بن محمد الطالب بن محمد بن علي . . . . بن محمد أبي القاسم بن محمد القادم من غرناطة على فاس المعروف بإبن سودة ، المري القرشي الأندلسي أصلاً ، الفاسي داراً ومنشأً . ليس معروفاً بالضبط السنة التي ولد الشيخ التاودي فيها ، وعند الجبرتي أنّه ولد سنة ( 1128 ه / 1715 م ) . ولد الشيخ التاودي في مدينة فاس . ويرجع الفضل في توجيهه نحو الحياة العلمية بالدرجة الأولى إلى أنّه ، فبعد مرحلته التعليمية الأولى ، بدا متمكّناً من هضم القواعد والأصول العلمية من : نحو وفقه وأصول وعلم الحديث . . ولقد تلقى دراسته كلها بمدينة فاس . كان الشيخ الإمام يتمتع بشخصية قوية جمعت أطرافاً من كمال الإيمان والعلم والتقوى وحسن الخُلُق ودقة النظام . تبوأ مكانة علمية عالية عند العلماء . وقد كان مشرَّباً بالفكر الصوفي ، حتى بلغت الطرق التي سلكها أربعين طريقة . توفي الشيخ سنة ( 1209 ه / 1494 م ) تاركاً مؤلفات محرّرة مفيدة لا يزال جلّها مخطوطاً ، بينما الذي طُبع منه نادراً جداً ، فقد ألّف في شتّى العلوم : الفقه وأصوله ، التفسير ، الحديث ، السيرة ، التراجم والمناقب والأنساب ، علم الكلام ، علم التصوّف ، النحو ، المنطق ، البيان . نبذة الناشر:الفهرسة الصغرى والكبرى لأبي عبد الله محمد التاودي بن سودة : كتاب مهم جمع فيه ابن سودة شيوخه وأسانيده وما يتعلق بذلك ولهذه الفهرسة قيمة كبيرة فيما احتوته من ترجمة لأعلام فقهاء ومتصوفة ومن كتب كانت محور التدريس بين العالم والمتعلم وكذلك معرفة طرق التدريس والتلقين. والفهرسة مشهورة بالأوساط العلمية المغربية، ومرغوب في الرجوع إليها نظيراً لما تمتاز بها أسانيدها من دقة وضبط، كما أننا لنستشف منها المعلومات الوافية عن الحياة العلمية بمدينة فاس مسقط رأس الشيخ وما بلغته من شأو كبير. إقرأ المزيد