وهج الفصاحة في أدب النبي صلى الله عليه وسلم
(0)    
المرتبة: 209,924
تاريخ النشر: 01/01/1988
الناشر: شركة الأعلمي للمطبوعات
نبذة نيل وفرات:كانت الكلمة مبدأ الحياة، وستظل الكلمة منتهى الحياة، وهي التي حملت الوحي واستشرفت مرافئ الأسرار. والكلمة المسؤولة، الواعية، المثقفة، هي أعظم قائد للحياة الإنسانية في معركة الفكر وصنع التاريخ، فكيف إذا كانت من أعظم قائدٍ في تاريخ الإنسانية على الإطلاق؟ أفلا تغير مجرى حياة؟؟
أجل! سترى وأنت تقرأ هذا الكتاب ...أن كلمات الرسول الأعظم -وهي بعض تراثه في الرسائل والمواعظ والخطب والأمثال والوصايا والحكم مما استطعنا العثور عليه- صنعت تاريخاً، وأقامت مجداً، وأعلت صرحاً، وحررت عبيداً، وأرغمت عنيداً، ولما كان لها من سحر عظيم ومعنى شريف ولفظ كريم. وسترى أنها أحيت موات الأمل، وأنارت عتمة الوجود، وهدت الضالين إلى صراط العزيز الحكيم، وبلسمت جراحاً، واتخذها المؤمنون نبراساً، والمفكرون سلاحاً، وسترى أنه كان لها الدور الأعظم والغاية الأنبل، فساهمت فوق كل ذلك في تكوين العالم الإسلامي والإنساني.
كلمات الرسول صلى الله عليه وسلم هذه، التي ستقرأها في هذا الكتاب، هي مصابيح الهداية، ومبادئ إنسانية مرشدة، وتراث إنساني خالد، فعلت فعلها في المجتمع الإسلامي لأنها مستوحاة من إرادة الله سبحانه وتعالى، ولأنها من رسول كريم خصّه الله بخصائص وفيرة، ومحامد كثيرة جعلته أفضل الخلق على الإطلاق.
نعم.. إن المتأمل في هذا الكتاب يجد أن أدب الرسول صلى الله عليه وسلم هو العصب الفكري الرئيسي في الحياة، يصنع الروح من جديد لأنه مصدر الدفء والحركة والقوة والسحر والجاذبية، فإذا به يوقظ العبقرية، ويفجر ينابيع النبوغ ويبدع الدرر بفضل ما جهزه الله تعالى به من قوة خارقة فينتقل بالناس من الظلمات إلى النور. إن المتأمل في أسلوب الأدب الرسول لمحمد صلى الله عليه وسلم يجد أنه السهل الممتنع، والبلاغة القريبة البعيدة النفاذة، والفصاحة المعجزة الرائعة الأخاذة والنمط الغريب، والطريقة المحكمة والنظم العجيب. إنه أسلوب بهر العرب رونقه، وخلب ألبابهم جرسه ووقعه، وملك نفوسهم ما فيه من جمال اللفظ وبراعة الصورة وسمو البيان وروعة الأداء وحسن التقسيم ودقة الصوغ وسرعة التأثير والنفاذ إلى أعماق القلوب. إقرأ المزيد