تاريخ النشر: 01/07/2002
الناشر: خاص-زكريا محمد كبريت
نبذة نيل وفرات:دمشق هي أكبر مدن سورية وفلسطين، وموقعها في أواسط سورية. وهي الواحة الخضراء الأخيرة لشرق المتوسط قبل بادية الشام، يخترقها نهر بردى ويشرف عليها جبل قاسيون الشامخ. ترتفع حوالي 800م عن سطح البحر. ومناخها معتدل عموماً. وقد وصفها كثير من المؤرخين والمنصفين أبرع وصف في مخطوطات وكتب عديدة. قال ...أبو الحسن بن جبير: "وأما دمشق فهي جنة المشرق، ومطلع نوره المُشرق، وخاتمة بلاد الإسلام التي استقريناها، وعروس المدن التي اجتلبناها، وقد تحلت بأزاهير الرياض، وتجلت في حلل سندسية من البساتين، وحلت من موضع الحسن بالمكان المكين. وتزينت في منصتها أجمل تزيين. وتشرفت بأن أوى المسيح عليه السلام وأمه إليها إلى ربوة ذات قرير ومعين وظل ظليل. وماء سلسبيل تنساب مذانبه انسياب الأراقم بكل سبيل، ورياضٌ يحيي النفوس نسيمها العليل.. وقد أحدقت بها أحداق الهالة بالقمر، والأكمام بالثمر. وامتدت بشرقيها غوطتها امتداد البصر".
وهذا الكتاب ينقلك في عربة دمشقية عريقة عبر أثير دمشق القديمة، المفعم بالعزة والعظمة، لتتعرف على أقدم عاصمة في العالم، فتدور بك حول أسوارها الإسلامية، بأبراجها الشاهقة، ثم تدخل من أحد أبوابها الضخمة التي تعبر عن ذوق رفيع. وأول ما يسترعي انتباهك، آبدة دمشق العظيمة ومفخرة المسلمين. جامع بني أمية الكبير، في قلب المدينة العريقة، الذي تحيط به جوامع ومساجد وأضرحة عديدة بقبابها المتميزة ومآذنها الشامخة في السماء، معبرة عن المرحلة العظيمة التي مرت بها دمشق، ثم تتفاجأ بكثرة ما تمرّ على مدارس راقية، متعددة الاختصاصات، حتى ترى القلعة أمامك آبدة ضخمة، تعبر عن القوة والشهامة والفروسية التي تمتع بها سلطانها المظفر الناصر صلاح الدين.
ثم تنتقل إلى التجول في الحارات والأزقة الأنيسة الظليلة، التي تزين جنباتها جنات تجري من تحتها الأنهار، تعبق منها روائح زكية، تعبر عن أصالة الذين بنوا وسكنوا ودافعوا عن مدينتهم وعقيدتهم الراسخة، وأكرموا الغريب حتى صار واحداً منهم، ناهيك عن الزوايا والأسبلة المنتشرة بين جنباتها والتي تروي المريد والعطشان.
ثم تعرج على الحمامات والخانات والأسواق، فتجد فيها كل ما يشفي الغليل ويرضي الأذواق، فتعرف أنها مدينة أصيلة فاضلة "وكل وصف وإن طال فهو قاصر على محاسنها". وكل هذه المعالم المعمارية جاءت في هذا الكتاب في حلة بهية موضحة بألوانها وأرقامها وفي أماكنها الواقعية في مخطط واضح فريد. إقرأ المزيد