تاريخ النشر: 01/01/1989
الناشر: شركة الأعلمي للمطبوعات
نبذة نيل وفرات:لد أبو عبد الله محمد بن عمر الواقدي بالمدينة سنة 130هـ في آخر خلافة مروان ابن محمد. ولم تفض المصادر في أخبار الواقدي في بدء حياته، ولكن من الواضح أنه اجتهد منذ سن مبكرة في جمع المعلومات عن المغازي والسيرة النبوية، وفي جمع الأحاديث. وقد بلغ ما جمعه ...منها على ما يرويه علي بن المديني عشرين ألف حديث. وواضح أن الواقدي قد صرف عنايته للعلوم الإسلامية بعامة، وللتاريخ منها بخاصة، يقول إبراهيم الحربي: أنه كان أعلم الناس بأمر الإسلام. ويتجلى هذا في وصف كاتبه وتلميذه ابن سعد وغيره له. يقول ابن سعد: وكان عالماً بالمغازي، والسيرة، والفتوح، واختلاف الناس في الحديث، والأحكام، واجتماعهم على ما اجتمعوا عليه، وقد فسر ذلك في كتب استخرجها ووضعها وحدّث بها. من كتبه الهامة كتاب المغازي الذي يمثل الصورة الأخيرة من مراحل تطور السيرة النبوية في القرنين الأول والثاني للهجرة. ويبدو للقارئ أن من أهم السمات التي تجعل الواقدي في منزلة خاصة بين أصحاب السيد والمغازي تطبيقه المنهج التاريخي العلمي الغني، فمن الملاحظ عند الواقدي، أكثر مما يلاحظ عند غيره من المؤرخين المتقدمين، أنه كان يرتب التفاصيل المختلفة للحوادث بطريقة منطقية لا تتغير. فهو مثلاً يبدأ مغازيه بذكر قائمة طويلة من الرجال الذين نقل عنهم تلك الأخبار، ثم يذكر المغازي واحدة واحدة مع تأريخ محدد للغزوة بدقة، وغالباً ما يذكر تفاصيل جغرافية عن موقع العزوة، ثم يذكر المغازي التي غزاها النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه وأسماء الذين استخلفهم على المدينة أثناء غزواته، وأخراً يذكر شعار المسلمين في القتال، كل ذلك بالإضافة إلى وصفه لكل غزوة بأسلوب موحد، فيذكر أولاً اسم الغزوة وتاريخها وأميرها، ويكرر في بعضها اسم المستخلف على المدينة وتفاصيل جغرافية مما كان قد ذكرها في مقدمة الكتاب.
وفي أماكن كثيرة يقدم الواقدي بإسناد جامع، أي بجمع الرجال والأسانيد في متن واحد. وإذا كانت الغزوة قد نزل فيها آيات كثيرة من القرآن، فإن الواقدي يفردها وحدها مع تفسيرها ويضعها في نهاية أخبار الغزوة. وفي المغازي الهامة يذكر الواقدي أسماء الذين شهدوا الغزوة وأسماء الذين شهدوا الغزوة وأسماء الذين استشهدوا أو قتلوا فيها. وإن ما أورده الواقدي في الكتاب من التفاصيل الجغرافية ليوحي بجهده ومعرفته للدقائق في الأخبار التي جمعها في رحلته إلى شرق الأرض وغربها طلباً للعلم وذلك أيضاً دليل على أحقيته في هذا الميدان بما وصف به وجدير بحق المرحلة الأولى في الأدب الجغرافي العربي، إن لم تكن اللبنات والأسس التي بنى عليها كل من جاء بعده مثل ابن سعد، والبلاذري، ومن تلاهما في التأليف لكتب الفتوح والبلدان. إقرأ المزيد