تاريخ النشر: 01/01/2001
الناشر: مؤسسة الفكر الإسلامي
نبذة نيل وفرات:لعل من أهم المسائل التي يوصى بها الباحث المبتدئ هي أن يضع نصب عينيه الحقيقة فيسعى جاهداً للبحث عنها، فإذا ما استطاع العثور عليها كان عليه إعلانها، اتفقت مع ميوله أم لم تتفق. في ضوء ذلك يتضح جلياً الفرق بين المناظرات، وبين الرسائل أو البحوث، فالمناظر يبدأ بحثه أو ...دراسته متتبعاً وجهة نظر معينة، فيجمع لها من المادة ما يلائم رأيه وذوقه وموقفه، ويتلمس التأويل لما قد يدعم رأي الفريق الآخر. في حين أن الباحث يبدأ دراسته للبحث عن جوهر الحقيقة دون أن يكون له رأي في بادئ الأمر، فيقرأ، ويجمع المادة، ويتفهمها، ويقارن بعضها بالبعض الآخر، كل ذلك بهدف أن توصل القراءة والدراسة إلى الحقيقة. وبعبارة أخرى: يبدأ دراسته لا ليبرهن على شيء، بل ليكتشف شيئاً... وتأسيساً على ما تقدم: فلا يجوز أن يختار الطالب لدراسته موضوعاً وهو ينوي أن يثبته أو ينوي أن يعارضه، بل يجب أن يختار الموضوع الذي يمكنه أن يثبته أو يعارضه تبعاً للمادة التي سوف يحصل عليها.
ولعل، بل إن من أهم دعائم البحث الناجح: أولاً: القراءة الواسعة بنهم وتعمق، بحيث يلمّ الطالب الباحث بكل ما كتب عن موضوعه من بحوث مهمة. ثانياً: الدقة التامة في فهم آراء الآخر، وفي نقل عباراته. ثالثاً: ألاّ تؤخذ آراء الآخرين على أنها حقيقة مسلم بها. رابعاً: أن ينتج البحث ابتكاراً، ويضيف جديداً، إذ على الباحث أن يبدأ من حيث انتهى غيره من الباحثين. على أن الابتكار والجديد ليس هو كشف الجديد فحسب، بل هناك أشياء أخرى غير الكشف يشملها لفظ الابتكار. وذلك مثل ترتيب المادة المعروفة ترتيباً جديداً مفيداً، أو الاهتداء إلى أسباب جديدة لحقائق قديمة، أو تكوين موضوع منظم من مادة متناثرة، أو نحو ذلك.
هذه إضاءة حول الموضوع المطروح في هذا الكتاب والذي يتمحور حول أصول البحث العلمي. وقد تولى المؤلف بيان أهم الأسس التي يجب على الباحث الاستناد إليها في مسيرة بحثه والخطوات التي يجب عليه مراعاة تسلسلها في إعداد بحثه ابتداءً باختيار الموضوع والتبويب الأولي وإعداد البطاقات والمراجع والكتب والقراءة والمحادثات والمراسلات العلمية وانتهاءً بكتابة البحث وما يستتبعه من مظهر الكتابة والإضافات لما كتب والقواعد والأسلوب والاقتباس والاختصارات والحاشية وأخيراً إخراج البحث. إقرأ المزيد