السيد هبة الدين الشهرستاني، آثاره الفكرية ومواقفه السياسية
(0)    
المرتبة: 296,840
تاريخ النشر: 01/05/2002
الناشر: مؤسسة الفكر الإسلامي
نبذة نيل وفرات:شهد تاريخ العراق في نهاية القرن التاسع عشر الميلادي ومطلع القرن العشرين نهضة فكرية، تمثلت في استيقاظ الشعور الوطني نفوس العراقيين، والتطلع إلى الحرية، والعودة إلى التعلم، وتقييد الاستبداد، ثم جاءت الثورة العراقية سنة 1920م ليبدأ تاريخ العراق الحديث مرحلة أخرى من الصراع في سبيل الحرية، والاستقلال.
ولأن الشخصيات العلمية ...السياسية تشكل جانباً مهماً من تاريخ الأمة، فدراسة أحوالهم وأفكارهم تصوير لروح عصرهم، وانعكاس لواقع الحياة السياسية والفكرية والاجتماعية لذلك العصر. لهذا جاء اختيار الباحث "محمد باقر البهادلي" لتناول شخصية "هبة الدين الشهرستاني" لكونه رائداً من رواد النهضة الفكرية الحديثة في العراق، ومصلحاً جريئاً بين المصلحين العرب، ومجاهداً ضد أشكال السيطرة الاستعمارية، ومنظراً وداعية للدين الإسلامي الحنيف في العالم، وليحيط بكافة جوانب الشخصية التي تحدث عنها قسم دراسته إلى مقدمة وأربعة فصول وخاتمة، عرض في كل منها ما يلي:
الفصل الأول: للتعريف بالسيد هبة الدين، وتتبع فيه نسبه إلى الإمام علي عبر (اثنين وثلاثين) واسطة، ثم تطرق بعد ذلك إلى ولادته وبدايات نشأته، ثم عنى بتحليل شخصيته العلمية ومقوماتها من حيث طبيعة النشأة الفكرية في العرق واثر الظروف الاجتماعية والفكرية في صياغة شخصيته، ودراسة عوامل التأثر التأثير التي تكون تعليلاً للانبعاث الفكري للشخصيات متجلية في طبيعة الدراسة التي يدرسها وعلومها وأساتذته ومشايخه في الإجازة، فضلاً عن أثره في طلابه.
الفصل الثاني: جعله مخصصاً للحديث في أفكاره ومساعيه الإصلاحية، وابتدأ فيه بتعريف مفهوم الإصلاح، ثم بيان الارتباط بين الدين العلم في فكر السيد هبة الدين، الذي جسّد فكره الارتباط هذه بإصداره مجلة العلم التي شملت فروعاً عدة، والتي كان ينشر فيها الاكتشافات العلمية، فضلاً عن أفكاره في وجوب إصلاح العادات والتقاليد وتنزيهها عما هو غريب عن تعاليم الدين الإسلامي، والتي دفعته أخيراً إلى القيام برحلات إلى دول عربية وأجنبية لنقل تلك الأفكار، أما موقفه من المرأة، فكان نموذجاً إصلاحياً، ببيان النتائج التي توصّل إليها في عمق الآثار الإيجابية للإسلام من وضع المرأة، من خلال حمايتها بالحجاب، وعدم منعها من تحصيل العلم.
وتحدث في الفصل الثالث عن دوره في الحياة السياسية في العراق، ثم تطرق إلى مفهوم الجهاد وأثره في سلوكه في مواجهة البريطانيين، ثم تعرض إلى دوره الفاعل في ثورة العشرين، واعتقاله والحكم عليه بالإعدام إلى جانب عدد من الثوار الذين كان لهم ذات الدور في التصدي للاستعمار البريطاني...
أما في الفصل الرابع والأخير فركز فيه على رئاسته لمجلس التمييز الشرعي الجعفري مدة أحد عشر عاماً تقريباً، ثم بين طبيعة مشاركته نائباً عن بغداد في مجلس النواب للدورة الانتخابية الخامسة لسنة 1934م، ليبدأ بعدها مرحلة جديدة من نشاطات ثقافية واجتماعية بعيدة نسبياً عن العمل السياسي، تمثلت بمجلسه العلمي الثقافي، وتأسيس مؤسسة الجوادين، ودفاعه عن الدين الإسلامي، والرد على الشبهات، وإلقاء المحاضرات الدينية عبر شبكات الإذاعة، ليبدأ الاتصال بالعالم الخارجي داعياً إلى الدين الإسلامي بخاصة الوحدة الإسلامية ومؤسساً للجمعيات الخيرية الإسلامية في العراق وخارجه، وهو مع ابتعاده عن العمل السياسي، لم يتردد في بيان رأيه بخصوص الأفكار النازية، والشيوعية، والحياد والسلم الدوليين، ومجلس الأمن الدولي، وقضية فلسطين. إقرأ المزيد