التذكرة السعدية في الأشعار العربية
(0)    
المرتبة: 43,132
تاريخ النشر: 01/01/2001
الناشر: دار الكتب العلمية
نبذة نيل وفرات:"التذكرة السعدية" هي من أهم كتب الاختيارات الشعرية وأجلها شأناً، على الرغم من ضمور شهرة مؤلفها. ولعل أولّ من أشار إليها، صاحب إيضاح المكنون، في المجلد الأول، الصفحة 274، مشيراً إليها بقوله: (التذكرة السعدية) في الأشعار العربية، تأليف محمد بن عبد الرحمن بن عبد الحميد العبيدي... (من كتب آيا ...صوفية)". ثم تبعه المستشرق الألماني "كارل بروكلمان" المتوفى سنة 1956م الذي اكتفى بذكر اسمها واسم مؤلفها ونصّ على مكان وجودها فقط، وأحال إلى مبحث حولها في (WZKMVOL, XXVI.P.810). ولم يشر إليها من تقدم عليها من المؤرخين والأدباء، مثل حاجي خليفة، أو العيني أو البغدادي، ومما يجدر بالذكر أنّ كتاباً آخر عرف بالتذكرة السعدية، ومؤلفها: "محمد بن سعد بن زكريا بن عبد الله بن سعد، أبو بكر"، كان حياً في سنة 516هـ، وهو من أهل دانية، ومن المشتغلين في الطب، أما أهمية هذه الحماسة فتكمن في أنها تحفظ لنص حماستين تعدان في حكم الكتب المفقودة وهما الحماسة المحدثة "لابن فارس" والحماسة العسكرية "للعسكري أبو هلال" إذ أن المصنف قد جعلها مادة أصلية لتأليف كتابه، حيث أفرغهما فيه، بدليل قوله عند نهاية الفصل المقتبس منها: "إلى هنا أنشد ابن فارس" أو: "إلى هنا ما أنشده أبو هلال".
وهكذا... وللتذكرة أهمية أخرى بحفظها نصوصاً مجهولة لفرسان القريض العربي، أمثال: الحسن بن هانئ (أبو نواس)، والبحتري، وابن تمام الطائي... وكذلك للشعراء الذين نشرت لهم دواوين: أمثال: جميل بثينة، وكثرة عزّة، والصاحب بن عبّاد، والبستي... كما أنها احتفظت بنصوص شعرية لجمهرة من أعلام اللغة والنحو والأدب، الذين عرفوا بالقلة النادرة، أمثال: الأصمعي، وأبي عثمان المازني، المبرد، والخليل بن أحمد الفراهيدي ومجمل القول، يمكن انتزاع مجموعة من الدواوين الصغيرة منها، لجملة من الشعراء المقلين، أمثال: يزيد بن معاوية بن أبي سفيان، ووضاح اليمن، يزيد ابن الطثرية وغيرهم كما أنها احتجنت شعراً غير قليل لشعراء صنعت دواوينهم حدثاً وطبعت، وهي خلو من هذا الشعر، أمثال الكميت الأسدي ونصيب وغيرهما.
وبالرجوع إلى منهج التذكرة نقول أنه يمكن اعتبار منهجها منهجاً تاريخياً، ومعنى ذلك أنها تبدأ باختيار كلام المتقدمين من الجاهليين، والمخضرمين، والإسلاميين، والمحدثين، فالمتأخرين إلى عصر المؤلف أو يقرب منه، ويغلب على أكثر القصائد والمقطعات المختارة، القصر والاختصار، لأن المؤلف أخذ نفسه بهذا القيد وصرح به في مقدمته، حيث قال: "سالكاً طريق الاختصار، دون الإطناب"، فإنه بعد أن يورد كلام الحماسات الثلاث: حماسة أبي تمام، وحماسة العسكري، وحماسة ابن فارس، يضمّ إليها أبواباً أخرى من أصناف الشعر، لما يحتاج إليها في المكاتبات والمراسلات والمحاولات، وليست في هذه الحماسات، ورتبها على أربعة عشر باباً، مبتدئاً بالحماسة، كما فعل سابقوه من مؤلفي كتب الحماسات، وانفرد عنهم بإيراد أبواب جديدة، كما هو مفصل في مقدمة المؤلف.
لم يعرف لهذا الكتاب من النسخ المخطوطة غير واحدة، وهي النسخة اليتيمة الفريدة التي أهداها المؤلف إلى خزانة الوزير الذي ألفت له، وهي بخطه، وهي ذات النسخة التي اعتمد عليها "عبد الله الجبوري" في تحققه لمتن النص. أما عمله في التحقيق فيتجلى بـ: أولاً: ضبط نص الكتاب، ثانياً: نسبت النصوص التي جاءت غفلاً من النسبة، وإلحاقها بالتخريج. ثالثا: الترجمة للشاعر ترجمة مقتضبة اقتضاباً غير مخلّ. رابعاً: تفسير بعض المفردات اللغوية الواردة في نصوصها، تفسيراً مختصراً، وزاده في ذلك دواوين اللغة. إقرأ المزيد