شعر الزهد في القرنين الثاني والثالث للهجرة
(0)    
المرتبة: 295,864
تاريخ النشر: 01/01/1980
الناشر: المكتب الإسلامي للطباعة والنشر
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:أقبل الباحثون على الشعر العربي قديمه وحديثه يوسعونه درساً، ويكشفون اتجاهاته وشعراءه ولكن موضوع الزهد، الذي نال في القرون الثلاثة للهجرة شعبية واسعة النطاق، والذي تحول في ذلك العصر إلى أناشيد تتداولها الألسن، فترنم بها المشاعر، وتعشقها القلوب لما كان لها من أثر فعال على النفوس المتعطشة للإيمان. لم ...ينل من الباحثين الاهتمام الكافي. هذا اللون من الشعر إذن لم يكن في العصر الذي ذكرناه قليل الأهمية، بل العكس من ذلك، كان عظيم الأهمية، حتى أنه بلغ من الأهمية المنزلة التي كاد فيها أن يطغى على سائر الأغراض الشعرية الأخرى. والدليل على صدق ما نقول، تلك القصائد الزهدية الرائعة التي نظمها شعراء لا ينتمون إلى الزهد بصلة، بل هم في أغلبهم من الفساق والزنادقة.
هذا التراث الضخم من الشعر الزهدي، وذلك العدد الكبير من الشعراء الزهاد لم يلق الاهتمام الكافي من الأدباء في عصرنا، ولم يحظ بعنايتهم بالقدر الكافي، لمعرفة تطوره، وظواهره الفنية، هذا الإهمال هو الذي دعا الدكتور "علي نجيب عطوي" إلى تدوين دراسته هذه عن شعر الزهد، متتبعاً إياه على مدى قرنين من الزمان (القرن الثاني والثامن للهجرة). في محاولة للإحاطة به من جميع جوانبه.
وبصورة عامة جاء البحث مقسماً إلى مقدمة وستة فصول وخاتمة. في المقدمة تحدث الباحث عن الأسباب التي جعلته يختار الزهد في القرنين الثاني والثالث للهجرة موضوعاً لدراسته، وكيف أنه تبوأ في الفترة المذكورة منزلة عاليةً بين الأغراض الشعرية الأخرى، حتى أوشك أن يطغى عليها جميعاً لما لاقاه من آذن صاغية طربت لسماعه. أما في الفصل الأول فقد تناول فيه دراسة تفصيلية لتطور الشعر الزهدي، فتحدث عن مواقف الإسلام والرسول من الشعر، وكيف أنهما شجعا من الشعر ما كان يتناسب مع تعاليم الإسلام السامية ويساعد على نشره. ثم تحدث عن الإسلام والزهد، وكيف أن الإسلام حدد معنى الزهد، أو دعا إلي ليهذب النفس الإنسانية، ويرفع من مستواها، ثم عرج على العوامل التي ساعدت على انتشار الزهد وآثرت فيه، وتحدث في إيجاز عن تفرق الجماعة الإسلامية إلى فرق وأحزاب تصطرع فيما بينها. ثم تحدث عن التغيرات التي حدثت في المجتمع الإسلامي نتيجة للفتوحات الإسلامية، واختلاط العرب بغيرهم من الشعوب الأخرى...
كما تعرض في الحديث إلى الثقافات الأجنبية التي كان لها دور هام في التأثير على الزهد من ثقافة فارسية إلى يونانية وهندية، ومسيحية إلى غيرها من الثقافات الأخرى. كما ذكر المؤلفات والكتب التي وضعت حول هذه الثقافات وديانات أصحابها. وفي الفصل الثاني تحدث عن الشعراء الذين جعلوا زهدهم مبدأ حياة وجود، وعن الموضوعات التي تناولها هؤلاء الزهاد والفصل الثالث خصصه للحديث عن شعراء الصوفية. أما الفصل الرابع فجعله للشعراء المترددين بين النظرية والتطبيق، في حين تحدث في الفصل الخامس عن الشعراء الذين تناولوا الزهد كموضوع من الموضوعات الكثيرة التي تناولوها. أما الفصل السادس فقد جعله لدراسة الخصائص الفنية لشعر الزهد. إقرأ المزيد