تاريخ النشر: 01/01/1998
الناشر: المكتب الإسلامي للطباعة والنشر
نبذة نيل وفرات:ينفر بعض الناس من الحل الإسلامي لا لشيء إلا لأنه حل يعتمد على الدين، ويستند إلى الوحي، وهذا وحده كاف عندهم للإعراض عن هذا الحل، فنحن في عصر العلم، لا في عصر الدين، فقد أدى الدين-في رأيهم-دوره، ولم يعد له في الحياة الحديثة مكان! وحجة هؤلاء: أولاً: أن الحضارة ...لا قيام لها إلا بالعلم، والدين يعادي العلم، والغرب الحديث لم يبلغ ما بلغ من الرقي إلا حينما رفض منطق الدين، وآمن بمنطق العلم. فإذا أردنا أن نجاري الغرب في مدنيته وحضارته فعلينا أن نسير سيره، ونخلع رقبة الدين من أعناقنا، وإلا بقينا في نطاق التخلف والانحطاط. ثانياً: التسليم بما ذهب إليه فيلسوف المدرسة الوضعية الفرنسية "أوجست كومت" من القول بقانون الأدوار الثلاثة التي بدأت بالدين، وثنّت بالفلسفة، وانتهت بالعلم، وهو غاية المطاف. ثالثاً: ترديد ما قاله "ماركس": أن الدين أفيون الشعب، فيتعين منعه ومقاومته حتى يتخلص الشعب من الخنوع والتسليم والإذعان، وينهض للمطالبة بحقوقه.
وللرد على هذه الحجج دون الدكتور "يوسف القرضاوي" بحثه هذا الذي يبين منه أن لا خصومة عند المسلمين بين الدين والعلم، وأن العلم عندهم دين، والدين عندهم علم، وأن حضارتهم هي الحضارة التي جمعت بين العلم والإيمان، وأن المنهج العلمي التجريبي الاستقرائي الذي تفخر به الحضارة الغربية، وقامت نهضتها وتقدمها على أساسه، إنما اقتبس من الحضارة العربية الإسلامية كما شهد بذلك مؤرخو العلم، كما بيّن "القرضاوي" في بحثه هذا أن دور الدين لم ينته، ولن ينتهي، لأنه فطرة الإنسان التي فطره الله عليها، وهو روح الحياة، وجوهر الوجود وحاجة الإنسان إلى الدين لا يمكن أن تنتهي، حاجة عقله وقلبه، حاجة الفرد، وحاجة المجتمع، وأنه لا بديل عن الدين، لا العلم، ولا الفلسفة، ولا الإيديولوجيا الوضعية، ولا غيرها، حتى الماركسية التي زعمت أن الدين أفيون الشعوب جعلت من نفسها ديناً، وأعطت فلسفتها خصائص الدين. إقرأ المزيد