تاريخ النشر: 01/10/2001
الناشر: مركز دراسات الوحدة العربية
نبذة نيل وفرات:إن الشرط الأساسي لنجاح الباحث الإعلامي في التوصل إلى الصورة القومية الحقيقية لمجموعة من الناس، أو لكيان اجتماعى محدد لدى مجموعة أخرى، سلبية كانت أم إيجابية، هو اتخاذه معايير علم تحليل المضمون لاستخلاص تلك الصورة التي تستوجب خيار القائم بتحليل مضمون النص الإعلامى من أجل التوصل إلى النتائج العلمية ...التي تكون مطابقة مع إطار تلك الصورة في جميع الأحوال سواء أقام بها باحث عربي أم تركي أم هندي أم أمريكي وفي أية بقعة من العالم من خلال تمسكه بأساليب البحث العلمي، واختياره لتقنيات علم تحليل المضمون المستندة إلى سوق مجموعة من التساؤلات الخاضعة للبحث، ومواد خاصة بالتحليل كتحديه موضوع الدراسة من خلال اختيار العينة وفرز الفئات ووضع فرضياتها ثم جمع المعطيات وتصنيفها وتحويلها إلى جداول خاضعة للتقويم، وأخيراً تمحيص نتائج البحث وفق الفرضيات.
هذا وإن المشكلة التي يريد الباحث إخضاعها لتقنيات علم تحليل المضمون في هذا الكتاب هي "صورة الأتراك لدى العرب" في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والإعلانية من خلال دراسات الأوراق المقدمة إلى الندوات العربية الخاصة بالعلاقات العربية-التركية في إطار القومية والإسلام والعلمانية التي عقدت خلال الأعوام 1980-1998، بالإضافة إلى دراسة مجموعة من الصحف العربية الصادرة خلال ستة أشهر (من 1998/10/1 إلى 1999/3/31 ) والتي تحتل مختلف الاتجاهات لدى الرأي العام العربي من جهة، وتغطي كافة الأقطار العربية من جهة أخرى، كما عمد إلى دراسة الكتب المدرسية في شرق الوطن العربي لاستجلاء تلك الصورة.
وقد قام باختيار المواد الخاضعة للتحليل وتحديد فئات الدراسة لاستخلاص المؤشرات المطلوبة لهذه المشكلة، مع إعداد استبيان حول رأي العرب في الأتراك لاستكمال ملامح تلك الصورة التركية لدى العرب أما خطة البحث وتحليل صورة الأتراك لدى العرب ضمن تقنيات تحليل المضمون السنوي خلال فترة مدار البحث، فقد تم تقسيمها وفق نظرية لازويل إلى موضوعات، والموضوعات إلى رموز مصنفة للوصول إلى النتائج المرجوّة من خلال الخطوات الست المتبعة في استخدام تقنيات علم تحليل المضمون لتحديد ملامح تلك الصورة، مع أخذ الإطار الاجتماعى للمواد الخاضعة للدراسة بعين الاعتبار نظراً إلى أهمية المعطيات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية في تكوين الإطار العام لتك المواد الخاضعة للتحليل من أجل عدم الاكتفاء بوصف الحالة القائمة فقط، وإنما محاولة إثارة التساؤل حولها أيضاً وصولاً إلى النتائج الصحيحة من جهة، ولإيجاد الحلول الواقعية من جهة أخرى.
وقد استخدم الباحث لتحقيق هذه الخطة، الدراسة العمودية في تحليل المواد وفق أساليب تحليل المضمون النوعي ذي الأبعاد الاجتماعية، والدراسة الأفقية التي تتناول تحليل تلك المواد ضمن علاقاتها المتقاطعة والمتداخلة في المجتمع المحلي والقومي والإقليمى والدولي. إقرأ المزيد