تاريخ حوادث بغداد والبصرة
(0)    
المرتبة: 71,418
تاريخ النشر: 01/01/1978
الناشر: وزارة الثقافة والفنون
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:يعدّ كتاب "تاريخ حوادث بغداد والبصرة" واحد من المصنفات التاريخية المهمة التي كتبها مؤرخ عراقي محترف، عاش في القرن الثاني عشر، هو الشيخ عبد الرحمن يمن عبد الله السويدي البغدادي، وهو-في الأصل-نموذج واضح لفن كتابة "المذكرات الشخصية" التي يؤرخ فيها أصحابها لأحداث عصرهم، من خلال تأريخهم لفترة معينة من ...فترات حياتهم، وهو-بذلك-أقرب إلى فن كتابة الرحلات منه إلى كتابة السير الشخصية، لأن السيرة الشخصية تلتزم بذكر المعلومات الأساسية عن حياة صاحبها، أما الرحلة أو السياحة فهي تهتم بالدرجة الأولى بذكر ما شاهده المؤلف في خلال تنقله بين البلدان المختلفة، وما عاصره من أحداث بارزة أثناءها.
ويمكننا أن نعتبر "السويدي" رائد لهذا النوع من الكتابة التاريخية (الرحلات)، فكتابه هذا تأليف بارع، دوّن فيه أحداثاً ساهم في صنعها بنفسه، وكان أحد زعمائها المؤثرين. وتدلنا سيرته المفعمة بالمواقف العنيفة على قوة شخصيته. واعتداده بها، إلى الحدّ الذي ترك آثارها واضحة على أسلوبه. وصف السيويدي في كتابه هذا فترة مهمة من تاريخ العراق الحديث في أواخر القرن الثامن عشر للميلاد، امتدت من سنة 1772م/1186هـ وحتى 1778م،1192هـ، وهي فترة حفلت بأحداث سريعة متتالية، وبتغيرات جسيمة، كان لها أثرها على الفترات اللاحقة من تاريخ العراق العثماني، كما وقدم فيه تفصيلات هامة وفريدة عن دور البغداديين، قيادة وشعباً، في الدفاع عن مدينتهم ضد مؤتمرات الطامعين.
والكتاب بعد هذا مفعم بالحيوية عند عرضه لوقائع الفترة التي يؤرخها، مليء بالملاحظات الذكية والإشارات المفيدة، وفيه بيانات عديدة عن نواح مهمة في الحياة السياسية والاجتماعية لمدينة بغداد والبصرة في ذلك العهد، مثل أسماء الفرق العسكرية المختلفة، وعناوين الوظائف الرسمية العثمانية والملابس والأمتعة والسلاح والطعام، فضلاً عن معلومات خططية جديدة فيها إيضاح لمواقع بعض المعالم البغدادية البارزة، من جوامع ودور وجسور ودروب وأسوار، وهو يقدم مادة تاريخية أساسية للباحث في التاريخ السياسي والاجتماعي للعراق في العصر الحديث.
ولأهمية هذا الكتاب فقد جاء محققاً، وتجلت خطوات المحقق فيما يلي: 1-حافظ على عبارة المؤلف ولم يمسها بأي تغيير، ما عدا إصلاح الأخطاء النحوية والإملائية، 2-اعتمد على نصّ المؤلف الأخير أساساً في التحقيق، 3-تابع المؤلف فيما ساقه من أخبار وحوادث، مقابلاً إياها بالمصادر التاريخية التي تعرضت إلى تلك الفترة نفسها، 4-علق على ما ورد في تضاعيف النص من كلمات ومصطلحات غير عربية، أو التي لها مدلولها التاريخي الخاص: بشروح تستوفي معانيها، كما ترجم للأعلام الذين وردت الإشارة إليهم بترجمات استخرجها من كتب معاصرة، ووثائق خطيبة، 5-لم يضع المؤلف لكتابه عنواناً، فوضع له المحقق عنواناً مناسباً يدلّ على محتواه. إقرأ المزيد