تاريخ النشر: 01/01/1999
الناشر: دار المنهل اللبناني للطباعة والنشر
نبذة نيل وفرات:في خريف كل عام يحتفل العالم بذكرى تأسيس هيئة الأمم المتحدة (تشرين الأول-أكتوبر 1945) وتتخذ الاحتفالات في كل عام طابع المهرجانات الشعبية والرسمية التي تبرز تحول العالم فعلاً إلى قرية كبيرة، والتي تؤكد على "الحكومة العالمية" التي تمثلها هيئة الأمم المتحدة، غير أن غصّة الألم في فلسطين والجولان وجنوب ...لبنان، وجمود أو انحياز "عدالة" المنظمة الدولية في هذه البقاع، في حين تتقدم بعضلاتها لتفرض "إرادتها وحلولها" في أماكن أخرى (العراق، السودان، ليبيا، إيران، كوريا، يوغوسلافيا، كوريا، وأخيراً إندونيسيا)، ناهيك عن تراث التقاعس والكلام الفارغ والقرارات التي لا تنفذ، وسياسة الكيل بمكيالين. كل ذلك جعل ويجعل من احتفالات الخريف، خريفاً كرنفالياً يشارك فيه زعماء دول العالم، لحفظ ماء الوجه تارة، أو لخطب ود الحكومة العالمية القابعة في البيت الأبيض تارة أخرى، أو لتسجيل المواقف أطواراً.
ومن هنا فإن هذا الكتاب لم يهدف إلى مجرد سرد التاريخ السري والمعلن للحروب الإمبريالية ضد الشعوب، ولا مجرد عرض صورة العلاقات الدولية خلال هذا القرن... بل هو أراد طرح الأسئلة والهموم، بقوة وعنف، بقدر قوة وعنف صراخ المستضعفين وانين المعذبين وحرقة اللوعة في عيون البائسين... فهذا الكتاب يحمل موقفاً واضحاً وحاسماً من القضايا الدولية. إنه ينطلق من الالتزام بحقوق البشر وتقييّم العدالة والمساواة والتعارف والتواصل والتعاون بين الدول والأمم والشعوب، من أجل بناء عالم أفضل وتحقيق الخير للإنسانية جمعاء.
ولقد شاع اعتقاد يحاول تحت شعار الموضوعية والحيادية في العلم السياسي، تحويل القضايا الدولية إلى شبكة كلمات متقاطعة أو إلى أحاج وحزازير لا يدركها الناس البسطاء العاديون... ما يرد هذا الكتاب قوله هو أن تحرر الشعوب وتقدم الأمم والدول مرهون بوعيها وبتضامنها واتحادها... ومرهون بامتلاكها لقرارها المستقل ولقيادتها الحكيمة الحازمة المرتبطة بشعوبها وبتراثها وبآمالها وتطلعاتها...نبذة الناشر:وفي ظل النظام العالمي الجديد تحوّل مجلس الأمن إلى غطاء دولي لحماية مصالح دول الشمال ولتنفيذ استراتيجية التدخل لضبط أوضاع العالم، في حروب صغيرة تبلغ أحياناً حد الحرب العالمية كما حدث في العراق ويوغوسلافيا، أو في فرض عقوبات زجرية كما يحدث مع ليبيا وإيران والسودان وأخيراً في أندونيسيا. وبالمقابل يستمر المجلس والهيئة الدولية في شهادة الزور في فلسطين كما في الجولان وجنوب لبنان ويستمر الامتناع عن التدخل في أماكن أخرى لا تقل الأحداث فيها خطورة عما حدث في الصومال أو هايتي مثلاً. وفي ظل هذا الوضع الجديد فقدت الهيئة الدولية وفقد مجلس الأمن كل مصداقية كانا قد اكتسباها في العقود الماضية. فلا حوار شمال-جنوب، ولا تنمية للعالم الثالث، ولا حلول لمشاكل الجوع والفقر والبؤس والجفاف والأمية والتحصّر والصحة والبيئة بل على العكس إمعان في إفقار الكون وفي استغلال الطبيعة وفي تنفيذ المصلحة الأنانية للشمال المتخم على حساب الجنوب. إقرأ المزيد