المتدينون والعلمانيون في اسرائيل ج8
تاريخ النشر: 01/01/1999
الناشر: مركز الدراسات الإستراتيجية للبحوث والتوثيق
نبذة نيل وفرات:لقد استطاعت "الصهيونية" كحركة تلفيقية أن تضم داخلها، وأن تجلب إلى هوامشها اتجاهات "يهودية" متعددة، وسعت إلى صهرها في بوتقة واحدة، ومع فشل التلفيقة في التجربة والاستمرار، بدأت تنكشف ثغرات عديدة، وبدأت إعادة إشكاليات عملية التجميع الأولي.
فالصهيونية واجهت منذ البداية، جماعات رفضت تصورها لـ"حل" ما يطلق عليه "المسألة اليهودية" ...وكلما استشعرت هذه الجماعات قوة لها، كانت تعبر عن تمايزها، وتنطلق إلى ساحة تصارع مع الصهيونية. وداخل الصهيونية ايضاً استمر تيار كبير، في السعي لإبداء تمظهر "علماني" للحركة، يمكن أن يقود إلى جعلها "حركة سياسية طبيعية".
وهذا الكتاب الذي هو الثامن في سلسلة "دراسات" يضم بحثاً يمثل محاولة لمقاربة هذا الموضوع الشائك والمعقد من جوانبه المختلفة، ومحاولة التمهيد لدرس أعمق للظاهرة الصهيونية. لقد حدثت تطورات كثيرة منذ كان "الوطن القومي اليهودي" فكرة، إلى أن اغتصب الصهاينة فلسطين وأصبحوا يهددون الأمة العربية كلها. ووسط كل هذه التطورات بقيت الصهيونية وبقي كيانها بمختلف تشكيلاته على حالة العداء للأمة العربية، وللأمة الإسلامية، وهذا يحتم قراءة كل التطورات، دون تغييب هذه الحقيقة.
وقد جرى تقسيم هذا البحث إلى عدة أقسام فرعية، روعي فيها الجانب الزمني من ناحية وتطور الظاهرة من ناحية أخرى، فجاء القسم الأول محاولة في توضيح ماهية الصهيونية ومدى انطباق المصطلحات على الظاهرة المقروءة، أما القسم الثاني فتناول الجنود وحيز التصارع مع بداية انبثاق الحركة الصهيونية، وموقف الجماعات اليهودية منها، ثم عالج القسم الثالث "المسار" وفيه رصد لتطور العلاقة مع قامة الكيان الصهيوني. وفي القسم الرابع تمت معالجة التمظهرات بعرض القضايا الأساسية موضوع الاختلاف وأهمها الخلاف على "الهوية" و"طبيعة الدولة" ومفهوم "الشعب" أما القسم الخامس فعالج القضايا اليومية في حيز التصارع وهي التي يجري التعاطي معها بوصفها "ظاهرات الصراع الديني العلماني" في "إسرائيل". وقد جرى تذييل البحث بخلاصة بأهم الاستنتاجات. إقرأ المزيد