تاريخ النشر: 01/12/2000
الناشر: دار المواسم للطباعة والنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:إن النص القرآني بوصفه رسالة، لا يُفهم أو لا تفهم طبيعة هذه الرسالة التي يتضمنها إلا بتحليل معطياته اللغوية في ضوء الواقع الذي تشكل من خلاله، ودراسته بوصفه نصاً أدبياً ولغوياً، ونموذجاً يحتذى في الكتابة، تداخلت فيه مختلف أنواع المعرفة، وله بناؤه اللغوي الخاص، الذي هو ليس نثراً وليس ...شعراً وإنما نوع من النظم (كما يرى عبد القاهر الجرجاني) في تركيب جديد.
والدراسة التي تضمنها هذا الكتاب تنطلق الباحثة فيها من هذه المعطيات في محاولة لبيان أن النص القرآني يملك الأضواء الداخلية، التي تؤدي من خلال معطياته اللغوية إلى امتلاك مفاتيح فهمه لتشرح من ثم سبب استحواذه على القيمة الأساسية في الحياة الأدبية في ذلك العصر من خلال انسكاب الفكرة الإسلامية في هذا القالب الأدبي.
منتقلة بعد ذلك لدراسة نصوص أخرى، نثرية وشعرية لتوضح إلى أي حد أثر "النص القرآني" في مآل الفنون الأدبية في عصر صدر الإسلام وكيف كان هو مصدر القيمة التي استمتع بها الأدب في هذا العصر، وكيف أن هذا المظهر القولي من مظاهر التعبير، قد اختصر جميع الاهتمامات الفنية، ووجهها حيث يريد. متوصلة، في النهاية وعلى ضوء تلك الدراسة إلى أن الحاجة إلى فهم النص القرآني وتفهيمه أدت إلى أن يتدفق النثر ويفيض رسائل وخطباً، بينما الشعر صمت أو كاد، لأسباب فرضها "النص القرآني" نفسه، وأصاب التجديد والتطور النثر، في حين سار الشعر في الطريق التقليدي، وقد أصابه الانكماش، وعلى الرغم من محاولته تزين نفسه قليلاً أو كثيراً بمعان وألفاظ إسلامية، إلا أنه قد تراجع من الناحية الفنية. إقرأ المزيد