بين القطعية والخلق - الحقيقة في الخطاب العربي المعاصر
(0)    
المرتبة: 186,003
تاريخ النشر: 01/01/1999
الناشر: دار الحداثة للطباعة والنشر
نبذة نيل وفرات:بين القطيعة والخلق: الحقيقة في الخطاب العربي المعاصر" مشروع يحاول تقصّي آلية انبناء الحقيقة في الخطاب العربي المعاصر على ضوء متغيرات اللحظة التاريخية التي يعيشها العالم، وذلك في فصول أربعة، أفرد أولها للرد على مجموعة من الأسئلة الهامة نذكر منها: ما العقل؟ وما جيده؟ وهل هو من المطلق السماوي، ...أم من فطرة الإنسان؟ لماذا طريقة التعقّل التي تحكمنا تحصر الحسد بين حدّي المحصور والمسموح في الحياة المحكومة بالمقدسين الدنيوي والديني، أي بالتعاليم اللاهوائية وأيديولوجيا الدولة؟ ولماذا تقيّد الفكر بثنائية الصحيح والخاطئ المسبقة؟ لماذا ترهن الوطن لترسيمة الهوية والضياع؟ ما هو موقع الحقيقة في الخطاب العربي وكيف يتم تعامله معها، بينما يتصل بهذه الأسئلة؟
أما الفصل الثاني فيبحث في كيفية فهم الخطاب العربي المعاصر للحقيقة، وما إذا كانت تمتلك محتوى ماهوياً قائماً لذاته، أم أن لها ماهية تتحدد داخل الخطاب عبر تشكلاته التاريخية؟ من ثم، هل يفضل هذا التساؤل إلى انبناء سياسة جديدة في التعامل مع الحقيقة؟ بمعنى آخر، كيف تُحرم الحقيقة الدينية من الرعب والاستبداد اللذين كانت تتسلّح بهما حين خضوع البشر لها وصدوعهم بأمرها، أو عن الإلزام والعسف اللذين كانت تستقوي بهما الحقيقة العلمية، من أجل تطويع البشر وإخضاعهم وخصوصاً غير استخدامها من قبل المؤسسات أو الدولة في عمليات الإخضاع والتطويع تلك، أم من الضروري الاستمرار في الخوف من الحق والحقيقة لأنها تتأسس على جبروت السلطان المستمدّ من جبروت المطلق العلوي؟ وما القيمة الفعلية للمنطق سواء كان أرسطياً أم رياضياً أم جدلياً، بما هو نظرية معيارية في العلم، ما قيمته في إقامة ضمانة ومشروعية للحقيقة؟ وإذا كان للحقيقة ماهية ثابتة، تفسر سلوكات البشر وتفرض عليهم نمطاً من التعامل كما لو أنهم آلات تتحرك وفق مجاريها الملزمة القاسية، فكل هذا يعني أن الحقيقة قاطعة ونهائية.
ولكن هل هي كذلك ملزمة، أم أن الخطاب العربي هو الذي يتعامل معها على هذا النمط الدوغمائي؟ هذا هو موضوع الفصل الثالث، أما الفصل الرابع، فينظر في الكيفية التي يضع عبرها الخطاب العربي المعاصر من التاريخ العربي، ماضياً وحاضراً، فكراً وممارسة، أو حقلاً ساكناً يعيش عليه ما سواه من الآخرين. فأي فكر أو حقيقة أو عقل "غربي" أو هندي أو صيني يتم التعامل معه انطلاقاً من فرضية تراثنا، أو حرفية نموذج تفكيرنا الحاضر. كيف يصطنع الخطاب العربي الذات العربية، ويجعل منها معياراً موثوقاً ومقياساً نهائياً للآخرين؟ هذه هي محاور الاهتمام الأساسية للفصول الأربعة. إقرأ المزيد