منهج المدرسة العقلية الحديثة في التفسير
(0)    
المرتبة: 64,083
تاريخ النشر: 01/01/1985
الناشر: مؤسسة الرسالة ناشرون
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:المدرسة العقلية هو اسم يطلق على ذلك التوجه الفكري الذي يسعى إلى التوفيق بين نصوص الشرع وبين الحضارة الغربية والفكر الغربي المعاصر، وذلك بتطويع النصوص وتأويلها تأولاً جديداً يتلاءم مع المفاهيم المستقرة لدى الغربيين، ومع انفجار المعلومات والاكتشافات الصناعية الهائلة في هذا العصر، وتتفاوت رموز تلك المدرسة تفاوتاً كبيراً ...في موقفها من النص الشرعي، ولكنها تشترك في الإسراف في تأويل النصوص، سواء كانت نصوص العقيدة، أو نصوص الأحكام، أو الأخبار المحضة، وفي ردما يستعصي في تلك النصوص على التأويل.
وقد شكلت هذه المدرسة نموذجاً علمياً مبكراً. حاول أن يوفّق بين "النقل" أو "الدين" بما يمثله من نص إلهي، وبين "العقل" أو "الواقع الراهن" أو "العصر" بما تمثله من كسب إنساني وضعي، وخرجت باجتهادات عديدة طرحتها في سياق رؤية تجديدية امتدت آثارها إلى واقعنا الحالي. وما تسعى إليه هذه الدراسة هو تناول منهج المدرسة العقلية في التفسير لكونه أهم وأخطر المناهج لكونها تعطي العقل مرتبة تضاهي الوحي إن لم تتجاوزه وفي هذا خطر عظيم، آثرت أن هذه الرسالة تبدأ بكشفه، كما أن رجال هذه المدرسة ممن لا تحوم الشبهات عند بعض الناس وعند بعض العلماء أيضاً ولا يقبلون فيهم نقداً أو عتاباً فأحببت هذه الدراسة أن كشف حقيقتهم ما استطاعت.
فمهدت بالحديث عن نشأة التفسير وتطوره ومن ثم نشأة المنهج العقلي القديم في تفسير القرآن الكريم -وحتى لا يتوهم متوهم أن الإسلام ينقص العقل حقه كتبت ما يجلو ذلك وينفيه وبينت مكانة العقل في الإسلام ودرجته الرفيعة التي أنزله إياها، ثم عادت إلى بيان المنهج العقلي القديم ببيان منهج المدرسة العقلية القديمة (المعتزلة) بشيء من التفصيل حتى ندرك بعد هذا الصلة بين المدرستين العقليتين القديمة والحديثة، ووجوه الشبه بينهما ووجوه الاختلاف إن كان ثم اختلاف.
وفي الباب الأول كان لا بد من الحديث عن رجال المدرسة العقلية وجلاء حقيقتهم، أولئك النفر الذين أسسوها وقاموا على رعايتها ورعاية أتباعها، إذ مما لا شك فيه أن معرفة حقيقة المؤسسيين ذو أثر كبير في معرفة حقيقة المدرسة نفسها فبينهما ارتباط قوي لا ينفصم ففي إثبات انحرافهم إدانة قوية لانحراف منهجهم.
وفي الباب الثاني تحدث عن منهج المدرسة العقلية الحديثة الذي سلكته في تفسير القرآن وبينت ذلك على أحد عشر أساساً بينهما بالتفصيل واحداً بعد الآخر.
وفي الباب الثالث تحدثت عن بعض آراء المدرسة العقلية الحديثة في بعض علوم القرآن لما لهذه العلوم القرآنية من صلة بالتفسير قوية يلزم بيانها وقسمت الحديث هنا إلى فصول ثلاثة تحدثت في الفصل الأول عن ترجمة القرآن الكريم، وفي الفصل الثاني عن القصة في القرآن الكريم وفي الفصل الثالث عن إعجاز القرآن الكريم.
أما الباب الرابع: فجاء خاصاً بالحديث عن آراء المدرسة العقلية الحديثة في بعض قضايا القرآن نفسه وقسمت الحديث هنا إلى سبعة فصول. الفصل الأول: تحدثت فيه عن قضية الوحي، وفي الفصل الثاني عن البعث وإمارات الساعة، وفي الفصل الثالث: عن القضاء والقدر، وفي الرابع: عن المعجزات، وفي الخامس عن أصل الإنسان، وفي السادس: عن الملائكة، وفي السابع عن الجن.
والباب الخامس جعلته للحديث عن نماذج من تأويلهم لآيات من القرآن الكريم على ضوء الأسس السابقة في منهجهم فخالفوا فيها السلف وجاؤوا فيها بآراء إن لم تكن شاذة فهي باطلة خاطئة.
وفي الباب السادس تحدثت عن أثر هذه المدرسة في الفكر الإسلامي الحديث وموقف علماء المسلمين منها المعاصرين لها ومن بعدهم وكذا موقف الاحتلال الذي كان يسيطر على البلاد المصرية في عصرها وموقف المستشرقين جنود الاحتلال. ولنصل بعد هذا كله إلى النتيجة التي توصلت إليها بعد هذا البحث، ومن ثم إعلان الموقف الذي يجب أن يسلك على ضوء هذه النتيجة.
وفي الخاتمة وجهت الدعوة إلى جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية لتتبنى الدعوة إلى مؤتمر لتفسير القرآن الكريم يكون عماده وأساسه منهج السلف وهدفه وغايته صلاح الإسلام وإصلاح أوضاع المسلمين. إقرأ المزيد