تاريخ النشر: 01/01/2003
الناشر: دار ومكتبة الهلال
نبذة نيل وفرات:القصة في مدلولها البسيط، هي حادثة، أو مجموعة من الحوادث المترابطة، ينتخبها القاص من الحياة، أو يتخيلها كما تجري في الحياة، بعد أن يختار لها أبطالها ومساحتها الزمانية والمكانية. كما يمكن أن تشكل صوراً مموهة من صور الحياة، بحيث يفرضها الكاتب بأسلوبه الخاص، متأثراً بتجربته وثقافته. وهدفه من وراء ...ذلك، التعبير عن نفسه وعن نظرته إلى الأحداث والناس، وتفسيره الخاص للحياة.
وعندما أشرقت شمس النهضة على جميع الأقطار العربية، كان ما نعرفه من القصص، هي القصص الدينية التي جاءت بها الكتب المقدسة، والذي روي عن السلف، والتراث الشعبي من قصص وأساطير، والقصص العربية القديمة.
والقصص الدينية معروفة، تكاد تتشابة في كل البيئات، لأن مصادرها واحدة، غير إنها تتلون في البيئات المختلفة بألوان خاصة تحددها طبيعة البيئة وخصائص سكانها, أما التراث الشعبي، فهو على الرغم من كثرته وتنوعه، فإن حكاياته تشكل خليطاً من قصص الكتب السماوية ومن القصص الشعبية العربية التي دارت حول أعمال الأبطال والمغامرين، ومن أخبار الأبطال المحليين، وأعمال الأمراء والمشايخ الذين كانوا يتناوبون على حكم البيئات العربية في ولاية أو إمارة، ومن قصص الأخلاق والعادات التي تعرفها كل أمة، ومن الأساطير القديمة التي رافقت الإنسان منذ البدء وما زالت تصحبه حتى اليوم.
أما القصص العربية القديمة، فقد شكلت مادة ضخمة ومأثورة في آن، امتلأت بها مصنفات المؤرخين والأدباء العرب القدماء، مثل كتاب الأغاني للأصفهاني، ويون الأخبار لابن قتيبة، والفرج بعد الشدة للتنوخي، والحيوان للجاحظ. وقد أحصت هذه المصنفات التاريخية والأدبية القديمة، وغيرها، عدداً لا يحصة من النوادر والحكايات التي حملت في طياتها، من المتعة أو العبرة، ما لا يزال حتى الآن، منهلاً عذباً، يرده كثيرون من أهل زماننا.
ومن يتأمل في القصة العربية، قديماً وحديثاً، لا يسعه إلا أن يلاحظ شيئاً من الائتلاف وشيئاً من الاختلاف بينهما. ونواحي الائتلاف تظهر في الأهداف والمعاني الكبرى، أما نواحي الاختلاف فتظهر في الشكل الذي تأثر بالأسلوب القصصي الغربي مطلع هذا القرن، وهي محددة فيه وتكاد لا تخرج إلى سواه. لهذا نرى القصص العربية القديمة، تؤسس للقصص العربية الحديثة لأنها تشكل مادته الثقافية الأولى التي صدر عنها,
وما من شك أن باب التسلية رحب جداً في القصة القديمة، ذلك أن كتاب الأغاني وحده، يحوي مادة ضخمة من أخبار الأدباء والظرفاء والمغنين، ما يضيق شرحه في هذا المقام. فما قولك بعشرات الكتب المتخصصة للنوادر والملح والحكايات والمفاكهات، كقصة ابن جامع في كتاب الأغاني والمقامة المضيرية لبديع الزمان ورحلات السندباد في ألف ليلة وليلة. فهذه القصص وأمثالها، هي مرآة حقيقية لهذا النوع من قصص القدماء.
وما بين طيات هذا الكتاب ليس إلا مجموعة منتخبة من بين دفني التراث العربي، تعود مادتها لأزمته مختلفة وبيئات مختلفة، وطبقات مختلفة، غير أن ما يجمع بينها، هو السرد الحكائي الذي يقارب بشكل من الأشكال الفن القصصي، ولسوف يجد القارئ لهذه المادة القصصية متعة عظمة وفائدة لا تقدر بثمن، خصوصاً من راح من القراء الاضطلاع على قديم تاريخ أمته وأخبارها في ثوب حكاني جميل وبليغ، وهي التي ما جمعها كتاب واحد من كتب الأصول، كما لم يكتبها كاتب واحد معروف لفرض من الأغراض الأدبية، ولم تدون في مكان واحد معين، وإنما جاءت بروايات مختلفة الألوان، متشعبة الأهداف، متعددة الأغراض، جمالها في ظرفها وخفة روح روايتها، وأدبها في رشاقة أسلوبها ونصاعة لغتها.
وهي لم ترو ولم تدون إلا لفائدة تتحصل للقارئ في عدة وجوه، ليست النكتة المستملحة والفكاهة المستظرفة والحكمة النافعة إلا بعضاً من وجوهها. فهذه القصص بحق وعاء الأدب والتاريخ والطرب والحكمة، تشف فيه الحكايات والروايات بحللها فتشفي النفوس وتجعل القارئ رياناً، لا يشكو بعدها من ظمأ.نبذة المؤلف:هذه المجموعات القصصية المنتخبة من بين دفتي التراث العربي تعود لأزمنة مختلفة وبيئات مختلفة وطبقات مختلفة، غير أن ما يجمع بينها، هو السرد الحكائي الذي يقارب بشكل من الأشكال الفن القصصي، وهو المسوغ الذي أحفزنا أن نجمع بينها، رغم تنوعها، تحت عنوان القصص العربية.
ولقد اتهم الأدب العربي القديم خطأ بخلوه من القصص، وكانت دعامة أصحاب هذه التهمة أن ليس في الأدب القديم من القصص والقصائد القصصية المطولة مثلما في تاريخ اليونان. غير أننا نؤكد أن القصص العربية القديمة، هي في الحقيقى قوام الأدب العربي المنثور كله، وبحسبك أن ترجع إلى أي كتاب من أمهات كتب الأدب، لتراه جامعاً بين دفتيه، من الأقاصيص القصيرة ومن القصص الطويلة، وما لا شبهة عندي، في أن الخيال، كان له الأثر الأول في وضعه، وأنه لذلك، هو بعض فنون الأدب.
إننا إذ نقدم هذه المجموعة القصصية، المنتخبة من كتب التراث، فلأننا نؤمن إيماناً عميقاً بأنها تشكل المادة الأساسية لكل محاولة أدبية حديثة على صعيد الفن القصصي الذي يبغيه المتأدب العربي اليوم وغداً.
إضافة إلى ذلك فلسوف يجد القارئ فيها متعة عظيمة وفائدة لا تقدر بثمن، خصوصاً لمن رام الإطلاع على قديم تاريخ أمته وأخبارها في ثوب حكائي جميل وبليغ، وهي التي ما جمعها كتاب واحد من كتب الأصول، كما لم يكتبها كاتب واحد معروف لغرض من الأغراض الأدبية، ولم تدون في مكان واحد معين، وإنما جاءت بروايات مختلفة الألوان، متشعبة الأهداف، متعددة الأغراض، جمالها في ظرفها وخفة روح روايتها، وأدبها في رشاقة أسلوبها ونصاعة لغتها. وهي لم ترو ولم تدون إلا الفائدة تتحصل للقارئ في عدة وجوه، ليست النكتة المستملحة والفكاهة المستظرفة والحكمة النافعة إلا بعضاً من وجوهها، فهذه القصص بحق وعاء الأدب والتاريخ والطرب والحكمة، تشف فيه الحكايات والروايات بحللها، فتشفي النفوس وتجعل القارئ رياناً لا يشكو بعدها من ظمأ. إقرأ المزيد