نظام الإسلام في العقيدة والأخلاق والتشريع
(0)    
المرتبة: 84,933
تاريخ النشر: 01/01/1997
الناشر: دار الفكر المعاصر
نبذة نيل وفرات:بدراسة تفصيلية لنظام الإسلام؛ يجد الباحث ما يلي: إن الدين الإسلامي قد دخل في تصورات الفرد تجاه الكون والحياة والإنسان. ووجود الخالق، فيوجهها توجيهاً صحيحاً، بعيداً عن الميل لليأس والبؤس، ويسمو بها عن التمرغ في أوحال المادة والإغراق بها، كما هو الوضع عند الوجوديين والماديين، فهو يقدم تفسيراً لهذه ...التساؤلات كلها بوحي من فلسفة الإسلام وانطلاقاً من مبدأه العام: التوحيد، ويحدد للشخصية المسلمة موقفها تجاه المجهول، أو ما يسميه الفلاسفة: الأسباب الأولى والغايات القصوى، تحديداً يجعلها الشخصية الوحيدة الجديرة بالحياة وقد أفرد علم خاص من العلوم الإسلامية لدراسة هذا الموضوع تحت اسم: علم الكلام، أو: علم العقيدة، أو:التوحيد، وهذا الجزء من الإسلام، أو: من نظام الإسلام، يسمى: العقيدة.
إلى جانب ذلك، فإن الإسلام لا يقتصر في تدخله في حياة الأمة من الناحية الروحية فقط؛ بل يتدخل في الناحية السلوكية، فيمدد للشخصية المسلمة اتصالها بالله سبحانه وتعالى، وهذا ما يسمى بالعبادات، ويحدد لها أيضاً اتصالها بالمجتمع: أفراده وهيئاته وبيئاته، وهو ما يدعى بالمعاملات، فيتدخل في البيع والشراء، والزواج والطلاق، ويحدد الحلال والحرام والمباح وغير ذلك.
وهذا الجزء من نظام الإسلام هو ما يسمى بالشريعة الذي اختص ببيانه علم الفقه. بالإضافة إلى ذلك فإن الإسلام يرغب الشخصية المسلمة بتمثل هدفها الأساسية وهو الخير المطلق، فيحدد لها الأخلاق الطيبة، لتبعثها، وينأى بها عن السيء والطالح، بأسلوب الترغيب والترهيب، وهذا الجزء هو ما يسمى بالأخلاق. وهكذا فالإسلام: 1-عقيدة تنظم اتصال الشخصية بالمجهول، 2-وشريعة، تنظم العبادات والمعاملات، ونظام الحكم والاقتصاد والأحوال الشخصية، ونظام الإرث وغيره، 2-وأخلاق، تربأ بالمسلم عن أن يتخذ سبلاً منحرفة، بل تدعوه لأن يشق طريقه في الحياة يهدي من عقيدته وشريعته، ودينه المتكامل الأوصال، والمتشابك المنبني على التوحيد.
هذه القضايا التي تمثل نظام الإسلام المتكامل هي مدار البحث الذي يعرض جوانب الإسلام المتكاملة وذلك ضمن الأبواب التالية: 1-العقيدة الإسلامية، 2-العبادة، 3-الأخلاق، 4-التشريع أو النظام الاجتماعي. وبعرض هذه الأقسام يكون المؤلف قد عرض الإسلام كله على أنه نظام كامل للحياة، فعرف القارئ بذلك هيكله العام وتميز له بوضوح عن سائر الأنظمة الأخرى، وأمكنة، أياً كان دينه أو جنسه، أن يتصور الحضارة القائمة على أساسه كيف تكون، ويعرف مدى صلاحيتها البقاء والاستمرار، فيعرف مزاياها الخاصة بالنسبة إلى غيرها ليحدو موقفه منها. لذا عرض المؤلف في نهاية بحثه هذا موجزاً عن الإسلام وحضارته والدعوة إليها. إقرأ المزيد