تاريخ النشر: 01/01/1981
الناشر: دار الفكر المعاصر
نبذة نيل وفرات:لقد كان للمسلمين دور في ميادين العلوم والابتكارات، وبتتبع يسير لتطور علم الفلك في العصر العباسي مثلاً، وهو جانب هام من جوانب العلوم في الحضارة الإسلامية والإنسانية، يجد الباحث أنه في أول العصر العباسي نشط علم الفلك عند المسلمين نشاطاً ملحوظاً، ونقل كثير من كتبه إلى اللغة العربية، وأهدى ...هارون الرشيد ساعة دقاقة إلى شارلمان، ملك فرنسا أثارت الدهشة في بلاطه. وأنشأ المأمون أول مرصد فلكي قرب مدينة دمشق وفي غيرها من البلدان: فمن ذلك الوقت وجدت في البلدان العربية والإسلامية أدوات عديدة لتحديد الوقت فكانت الساعة الزوالية، والاصطرلاب، والربع المجيب، والربع المقنطر وغيرها، ولكنها كلها كانت مرتبطة بوجود الشمس، يتوقف عملها في الليل وأوقات الغيم. يضاف إلى ذلك الساعات الرملية التي كانت تعمل بالليل والنهار.
أما في أوربا فقد تأخرت معرفتهم لآلات الساعات كثيراً، وقصارى ما وصلت إليه جهودهم أن "ألفرد الكبير" ملك الإنكليز أمر باتخاذ شموع ضوى كل شمعة اثنتا عشرة أصبعاً، يعلم كل منها بعلامات متساوية منقسمة إلى أربعة وعشرين قسماً بعدد ساعات الليل والنهار، فكان يأمر يإيقادها متعاقبة ليلاً ونهاراً، ويجعلها وراء جسم رقيق شفاف صوتاً لها من الريح. وقد استعمل البنكاني أو البنكام، وهو لفظ فارسي على وزن فنجان لفظاً ومعنى لقياس الوقت وقد ذكره الحافظ في كتابه الحيوان: قال: "وملوكنا وعلماؤنا يستعملون بالنهار الاصطرلابات، وبالليل المنكايات، ولهم بالنهار سوى الاصطرلابات، خطوط وظل يعرفون به ما مضى من النهار وما بقي منه". واستعمل لفظ "البنكان" في المصطلح الفني للساعات ذات الميكانيكية الفيزيائية، ثم توسعوا في هذه التسمية وأطلقوها على كل آلة تقوم بضبط الوقت، وان لم تحد آلات ميكانيكية. وجعلوا البنكان علماً من العلوم فبعضهم جعله فرعاً من فروع علم الفلك، وبعضهم جعله من العلوم الطبيعية. ضمن هذا الإطار يأتي كتاب "علم الساعات والعمل بها" وفيه يستعرض المؤلف الراحل التي مرت بها صناعة الساعات حتى وصلت إلى شكلها الحالي، مبرزاً مدى إسهام المسلمين في هذا المجال ومستعرضاً مؤلفاتهم التي تناولت علم الساعات وصناعتها وتطورها. إقرأ المزيد