تاريخ النشر: 01/01/1987
الناشر: دار الفكر المعاصر
نبذة نيل وفرات:يقدم المحقق الدكتور محمد رضوان الداية إلى القارئ كتاب ترسل الكاتب الفقيه ابن أبي الخصال، وذلك في إطار سلسلة كتب تراثية أندلسية ومغربية، اجتهد المحقق منذ زمن في تحقيقها وإخراجها تباعاً، يحدوه إلى ذلك حبّ للتراث وائتلاف معه، وإعجاب عميق الفور بالفكر الأندلسي والحضارة العربية الإسلامية في ذلك القطر ...من أطراف الدولة الإسلامية السالفة في أيام عزها وبسطتها، وحافر علمي يقدر ما خلفه الأجداد في فنون العلم والأدب وضروب المعرفة المتعددة الجوانب: والكتاب ينشر عن أصل فريد قدّم المحقق وصفه في مقدمة التحقيق، وهو لواحد من أشهر كتّاب الأندلس، اجتهد في قراءته ونقله وضبطه وشرحه، وصنع له فهرسة فنية مناسبة.
وصاحب هذه الرسائل هو أبو عبد الله محمد بن مسعود بن خلصة بن فرج بن مجاهد النافقي المشهور بابن الخصال، كانت ولادته سنة 465 في فرغليط، وفيها تلقى علومه الأولى. وتردد منها على ما حولها من المدن للاستزادة من وجوه الثقافة والمعرفة. فقد عرف بأنه كان من أهل المعارف الحمة، والاتقان لصناعة الحديث والمعرفة برجاله، والمعرفة بالعربية واللغة والأدب والنسب والتاريخ... وأما الكتاب والنظم فهو أمامهما المتفق عليه والمتحاكم فيهما إليه كان قلمه سيالاً فاشتغل ابن أبي الخصال بالتأليف، وبرع في الكتابة الديوانية واشتهرت رسائله الاخوانية ورسائله في أغراض شتى،وشارك في نظم الشعر، وعلى بعض شعره الباقي طلاوة وحلاوة، ولكن أكثر وليد الذهن العقلي العلمي الذي داخله ذوق الفقهاء، وإن كانت أداته الشعرية متمكنة طيّعة.
ويبدو للقارئ أن ابن أبي الخصال لا يروّي شعره مثل ما يروّي، أو يتأنى أو يتأنق في نثره، ومن هنا غلبت شهرته في النثر، وعلا ذكره في الترسل وشارك ابن أبي الخصال في فنون النثر الشائعة في زمانه: كتب في الرسائل الزرزورية وهي موجودة في حاشية القطعة الأولى من رسائله في هذا الكتاب وألف في المقامات (له مقامة أيضاً في هذه الرسائل حوى فيها على نهج الحريري، وأنشأ الخطب أيضاً وعارض بعض رسائل المعري. وقد وضع ابن أبي الخصال بعض خطبه ورسائله بقصد توجيهي تعليمي قاصد، وأن خطبه كانت تتناقل، ويخطب بها بعض الخطباء، كما هو مفهوم من سياق الخطب الباقية والتوجيهات المصاحبة. هذا وقد تلقف معاصروه رسائله وتداولوها، وتغرّقت في أيديهم إعجاباً بها، واستفادة منها، واتخاذاً لها قدوة. إلى جانب ذلك فقد حظيت هذه الرسائل بعناية واسعة في زمانه، وبعناية أجيال جاءت بعده، كل الكتاب، والمتدرجون في الخدمة الديوانية، يقرؤون رسائله ويفكرونها، وكان الكثيرون منهم من يحفظها أيضاً. إقرأ المزيد