تاريخ النشر: 01/01/1983
الناشر: الشركة العالمية للكتاب
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:يقول الأديب طه حسين في مقدمة كتابه هذا "أبو العلاء المعري" بأنه ليس الغرض منه وصف حياة أبي العلاء وحده، وإنما الغاية درس حياة النفس الإسلامية في عصره، إذ لم يكن لحكيم المعرّة أن ينفرد بإظهار آثاره المادية أو المعنوية. وإنما الرجل وما له من آثار وأطوار هو نتيجة ...لأزمة، وثمرة ناضجة، لطائفة من العلل اشتركت في تأليف مزاجه، وتصوير نفسه، من غير أن يكون له عليها سيطرة أو سلطان. من هذه العلل: المادي والمعنوي، ومنه ما ليس للإنسان به صلة، وما بينه وبين الإنسان اتصال.
فاعتدال الجو وصفاؤه، ورقة الماء وعذوبته، وخصب الأرض وجمال الربى، وتقاء الشمس وبهاؤها. كل هذه علل مادية تشترك مع غيرها في تكوين الرجل وتنشئ نفسه. بل في إلهامه ما يعن له من الخواطر والآراء. وكذلك ظلم الحكومة وجورها، وجهل الأمة وجمودها، وشدة الآداب الموروثة وخشونتها. كل هذه أو نقائضها تعمل في تكوين الإنسان عمل تلك العلل السابقة.
من هنا يمكن القول بأن المعري ما هو إلا ثمرة من ثمرات عصره، قد عمل في إنضاجها الزمان والمكان، والحال السياسية والاجتماعية، والحال الاقتصادية. وليس هناك حاجة إلى ذكر تأثير الدين عليه، فإنه أَظْهَرُ أثراً من الإشارة إليه، ولو أن الدليل المنطقي لم ينته بطه حسين إلى هذه النتيجة، لكانت حال أبي العلاء نفسه منتهية به إليه، إذ أن الرجل لم يترك طائفة من الطوائف في عصره، إلا أعطاها وأخذ منها، كما سيرى القارئ من خلال هذا الكتاب.
وإذ يبين طه حسين أن الرجل خاضع في أدبه وعلمه، لزمانه ومكانه، فكان لا بد له من أن يقدم بين يدي هذا الكتاب، فصلاً في عصر أبي العلاء، وآخر في بلاه، ولما كانت الأسرة أشد ما يحيط بالرجل أثراً فيه، تم تخصيص فصل آخر لأسرة أبي العلاء، ومن ثم عمد المؤلف إلى الحياة التاريخية للرجل، ففصلها تفصيلاً، منتقلاً بعدها إلى الحديث عن منزلته الأدبية، مبيناً ومن خلال دراسة منهجيته في الشعر والنثر، وخصائصه فيها، ثم منزلته العلمية التي شرحها المؤلف شرحاً مفصلاً، ليتناول بعد ذلك فلسفة المعري ومبيناً تأثره فيها بما قبله وتأثير تلك الفلسفة فيما بعدها، مولياً عنايته لفلسفة أبي العلاء المعري الإلهية والخلقية، لكثرة ما كان فيها من اختلاف في الآراء، وافتراق الأهواء. إقرأ المزيد