تاريخ النشر: 01/01/1999
الناشر: الشركة العالمية للكتاب
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:يقول "بولس سلامة" بأن العروبة المستيقظة في صدور أبنائها، من المغرب الأقصى إلى آخر جزيرة العرب، لأحوج ما تكون إلى التمثل بأبطالها الغابرين، وهم كثر، على أنه لم يجتمع لواحد منهم، ما اجتمع لعلي من البطولة والعلم والصلاح، ولم يقم في وجه الظالمين أشجع من الحسين، فقد عاش الأب ...للحق وجرد سيفه للذياد عنه منذ يوم بدر، واستشهد الابن في سبيل الحرية يوم كربلاء، ولا غرو فالأول ربيب محمد، والثاني فلذة منه، لذا انبرى إلى نظم هذه الملحمة التي يلمح القارئ في سياقها بعض عظمة الرجل الذي يذكره المسلمون فيقولون (رضي الله عنه، كرّم وجهه، وعليه السلام)، كما يذكره النصارى في مجالسهم فيتمثلون بحكمه ويخشعون لتقواه، ويتمثل به الزهّاد في الصوامع فيزدادون زهداً وقنوتاً، وينظر إليه المفكر فيستضيء بهذا القطب الوضاء، ويتطلع إليه الكاتب الألمعي فيأتم ببيانه، ويعتمده الفقيه المتمكن فيسترشد بأحكامه.
ولقد تقيد الشاعر في نظم ملحمته هذه بالتاريخ، جهد الاستطاعة، مقيداً على خياله الشعري ما إستطاع، فالملحمة محورها التاريخ، والتاريخ حرام على الخيال حتى في الحوادث العادية فكيف به عندما يستند معظمه إلى الأحاديث النبوية التي كانت مرجع الشاعر الأساسي في ملحمته هذه وقد قام بالتصدي لبعض القضايا الفكرية واصفاً على لسان مسلم بن عقيل مشكلة الشر مثلاً، مرسلاً في كثير من المواضع آراء اجتماعية مبسطاً الرأي في الحرية والثورة في معرض الكلام على عثمان وأبي ذرّ الغفاري، فهي آراء تصلح لكل زمان ومكان لأنها في صعيد المطلق. والشاعر في ذلك كله لم يبتعد عن السرد-وهو لحمة الملحمة وسداها-إلا بمقدار.نبذة المؤلف:فيا أبا الحسن! ماذا أقول فيك، وقد قال الكتّاب في المتنبّي: (إنه مالئ الدنيا وشاغل الناس) وإن هو إلا شاعر له حفنة من الدرّ إزاء تلال من الحجارة. وما شخصيته حيال عظمتك إلا مدَرَة على النيل خجلى من عظمة الأهرام.
حقاً إن البيان ليسفّ وإن شعري لحصاة في ساحلك يا أمير الكلام، ولكنها حصاة مخضوبة بدم الحسين الغالي، فتقبّل هذه الملحمة وانظر م رفارف الخلد إلى عاجزْ شرّف قلمه بذكرك. إقرأ المزيد